شهد مخيم العائدين للاجئين الفلسطينيين في مدينة حمص، وسط سوريا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، سلسلة من المبادرات المجتمعية الهادفة إلى تحسين الظروف الخدمية والبيئية داخل المخيم، في ظل غياب تام لخدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن القيام بواجباتها الخدمية، حسبما أكد ناشطون.

وأطلق متطوعو الهلال الأحمر الفلسطيني، بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية، حملة تنظيف شاملة امتدت إلى جميع شوارع المخيم، واستمرت لثلاثة أيام متتالية.

وشارك في الحملة إلى جانب الهلال الأحمر الفلسطيني كلٌّ من مؤسسة بيسان، ومنظمة الشبيبة الفلسطينية، وحركة الشبيبة الفتحاوية، ومؤسسة جفرا، ومبادرة "مخيمنا بيتنا"، إلى جانب عدد من الفئات الشعبية المختلفة.

مبادرات مخيم حمص.jpg

وساهمت الحملة في إزالة النفايات المتراكمة وتحسين المشهد العام للمخيم، في خطوة تهدف إلى تعويض غياب خدمات التنظيف الأساسية، وسط مطالبات للأونروا بتحمل مسؤولياتها تجاه سكان المخيمات الفلسطينية في سوريا.

وفي إطار الحفاظ على جمالية المخيم وتعزيز رموزه الوطنية، قام فريق "سراج"، بمبادرة ذاتية وبدعم مادي من متبرعين، بتزيين ساحة الشهيد أحمد شريح داخل المخيم، حيث رُفِع العلمين الفلسطيني والسوري، إلى جانب تصميم وطباعة لافتات خاصة بمبنى مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم.

مبادرات مخيم حمص1.jpg

كما شهد المخيم أيضاً جهوداً لتحسين البنية التحتية، حيث قامت مؤسسة كهرباء حمص، بالتعاون مع لجنة الحي ومؤسسة اللاجئين الفلسطينية والكادر التطوعي لصيانة الكهرباء، بإجراء صيانة كاملة للمحولات الكهربائية الرئيسية، واستبدال الكابلات في شوارع 3 و4 و5.وتأتي هذه الأعمال في ظل تكرار انقطاعات الكهرباء وتأثر البنية التحتية بسبب نقص أعمال الصيانة الدورية.

اصلاح كهربا مخيم حمص.jpg

وفي خطوة تنظيمية تهدف إلى تفعيل دور المجتمع المحلي في إدارة شؤون المخيم، زار وفد أمني من الإدارة السورية الجديدة، ومحافظ حمص، المخيم، حيث تم تشكيل لجنة مؤقتة موصولة بلجان الأحياء في مدينة حمص، وتعمل تحت إشراف المحافظة.

وتم انتخاب لؤي فارس (أبو حازم) مختاراً للمخيم، بعضوية كل من ماجد دياب، ماهر عباس، وسام خليلي، الشيخ محمود مطر، بلال صبحية، أسعد الشعبي، إبراهيم المبيض، فؤاد زمار، ثائر سليم، كنان درويش.

ويأمل أهالي المخيم أن تساهم هذه اللجنة في تطوير الواقع الخدمي، من خلال إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي والكهرباء، وتفعيل خدمات النظافة المستدامة، بالإضافة إلى تحسين الواقع الإغاثي، والعمل على دفع "أونروا" لتطوير خدماتها داخل المخيم.

يأتي هذا الحراك المجتمعي في ظل تردي الأوضاع الخدمية، حيث يعاني سكان المخيم من تراجع مستوى الخدمات، وسط مطالبات بزيادة الدعم للمشاريع التطوعية وتحسين التنسيق مع الجهات الرسمية لضمان استدامة هذه المبادرات وتحقيق أثر ملموس في حياة اللاجئين، بعد تهميش كبير عاناه المخيم في ظل حكم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد طوال السنوات الفائتة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد