قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل تصعيد عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني، لا سيما في جنين ومخيمها وطوباس، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في وتيرة الاعتقالات بمحافظة طولكرم خلال الأيام الماضية، ضمن سياسة ممنهجة تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد حرب الإبادة والجرائم المستمرة بحق المعتقلين والأسرى داخل السجون.
وأوضح نادي الأسير، في بيان له اليوم الثلاثاء 4 شباط/ فبراير، أنّ عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية منذ بدء سريان الهدنة في غزة بلغ ما لا يقل عن 380 حالة، شملت جميع الفئات، لا سيما فئة الشبان، وتشمل هذه الإحصائية من أبقى الاحتلال على اعتقالهم ومن أفرج عنهم لاحقاً.
وأضاف النادي أن جنين ومخيمها شهدتا خلال 15 يوماً من العدوان اعتقال ما لا يقل عن 110 فلسطينيين، إلى جانب العشرات ممن خضعوا للتحقيق الميداني.
وفي طوباس، بلغت حالات الاعتقال 28، أفرج عن 11 منهم، بينما لا يزال 17 آخرون رهن الاعتقال. وأشار إلى أن بعض من أُفرج عنهم من بلدة طمون عبر حاجز الحمرا العسكري لم يتمكنوا من العودة إلى البلدة؛ بسبب الحصار المفروض عليها.
وفي طولكرم، التي تشهد تصعيداً مستمراً، بلغت حالات الاعتقال 20 على الأقل، بينهم جريح جرى اعتقاله من سيارة إسعاف. ولفت نادي الأسير إلى أن غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب المبرح والتنكيل الممنهج، بالإضافة إلى التهديدات التي ترقى إلى مستوى الإرهاب المنظم، خصوصًا في المناطق المستهدفة بالتصعيد العسكري.
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال تعتمد سلسلة من السياسات القمعية في المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً، لا سيما جنين ومخيمها، وطوباس، وبلدة طمون، ومخيم الفارعة، الذي يتعرض لحصار متواصل منذ ثلاثة أيام. وتشمل هذه السياسات الإعدامات الميدانية، وعمليات الاغتيال، والتحقيق الميداني المكثف الذي طال عشرات العائلات، إضافة إلى اعتقال المواطنين كرهائن، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها، كما حدث في مخيم جنين.
ولفت النادي إلى أن استهداف المنازل لا يقتصر على تحويلها إلى ثكنات عسكرية، بل يشمل عمليات هدم وتفجير وإحراق، خصوصًا في مخيم جنين، في ظل تهديدات الاحتلال بتوسيع هذه السياسة لتشمل طوباس، إلى جانب التدمير الممنهج للبنى التحتية.
انتهاكات شملت المخيمات الفلسطينية
وأكد نادي الأسير أن التحقيق الميداني أصبح السياسة الأبرز التي ينتهجها الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية، لا سيما في البلدات والمخيمات. وكان أحدث هذه العمليات صباح اليوم في مخيم الفوار، الذي شهد عشرات الاقتحامات منذ بدء العدوان، وكذلك في مخيم الدهيشة، ومخيم بلاطة، ومدينة دورا، وغيرها من المناطق. وأوضح أن الاحتلال، عقب حرب الإبادة، نفذ عمليات عسكرية واسعة في جنين وطولكرم وطوباس، استخدم خلالها التحقيق الميداني بحق آلاف الفلسطينيين إلى جانب حملات الاعتقال.
ووثق نادي الأسير انتهاكات واسعة خلال عمليات اقتحام المنازل، حيث يجبر الاحتلال العائلات على الخروج قبل تنفيذ عمليات تخريب وتدمير داخلها، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها قوات الاحتلال، بالتواطؤ مع عصابات المستوطنين.
وفي ختام بيانه، جدد نادي الأسير دعوته للمنظومة الحقوقية الدولية إلى اتخاذ خطوات جادة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يرتكبونها، وفرض عقوبات تضع إسرائيل في حالة عزلة دولية، بما يعيد للمنظومة الحقوقية دورها الحقيقي. كما طالب بوضع حد لحالة العجز الدولي المروّع إزاء حرب الإبادة والعدوان المستمر على الضفة الغربية، وإنهاء الحصانة الاستثنائية التي تمنحها القوى الاستعمارية لدولة الاحتلال، ما يجعلها بمنأى عن المساءلة والمحاسبة.