تتواصل اعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها لليوم السادس عشر على التوالي، مخلفة حصيلة مأساوية من الشهداء والإصابات والاعتقالات، وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية وتشريد الآلاف من السكان، فيما يواصل الاحتلال حملات الاعتقال في كافة مناطق الضفة الغربية.

وأسفرت العملية العسكرية المستمرة عن استشهاد 25 فلسطينياً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، إلى جانب نزوح 15 ألف فلسطيني، بينهم 3200 عائلة، وفق ما أعلنت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين.

فيما تواصل آليات الاحتلال عمليات التدمير والتجريف في عدة مناطق، منها منطقة دبة الغبز داخل المخيم، وسط استمرار تفجير المنازل وإحكام الحصار على المدينة.

وفي سياق متصل، أكد مدير مستشفى جنين الحكومي، د. وسام بكر، اليوم الأربعاء 5 شباط/ فبراير، أن المستشفى أصبح شبه فارغ من المرضى، باستثناء بعض الحالات الطارئة التي تتمكن من الوصول، بسبب الحصار "الإسرائيلي" المشدد والتضييق على المرضى.

وأضاف بكر أن المستشفى، الذي يخدم نحو 40 ألف فلسطيني، بات غير قادر على تقديم خدماته المعتادة، رغم محاولاته إعادة استقبال مرضى السرطان وصرف أدويتهم، في حين لا يزال قسم العيادات الخارجية مغلقاً منذ 16 يوماً.

وفي سياق موازٍ، واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال في الضفة الغربية، حيث اعتقلت منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء 30 فلسطينياً على الأقل، بينهم طفل وأسرى محررون، بالإضافة إلى رهائن مدنيين.

وتركزت الاعتقالات في طولكرم، طوباس، الخليل، رام الله، نابلس، قلقيلية، والقدس، ورافقتها تحقيقات ميدانية للعشرات من المواطنين، واقتحامات موسعة للمنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن الاعتقالات تأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال لقمع المقاومة، عبر الإعدامات الميدانية، والتنكيل بالسكان، واحتجاز المواطنين كرهائن، إضافة إلى القصف والتدمير الممنهج للبنى التحتية في مختلف المحافظات.

وفي ظل استمرار العدوان، تمكنت طواقم الإنقاذ التابعة للدفاع المدني الفلسطيني مساء الثلاثاء من إخلاء شاب مصاب كان عالقاً تحت أنقاض بناية مدمرة في حارة الدمج داخل مخيم جنين، رغم الصعوبات الناجمة عن حجم الدمار الواسع في المخيم، وإغلاق الطرق الرئيسية بفعل تجريف الاحتلال للمداخل والشوارع.

وفي إطار عمليات القمع الميداني، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مهدي طوالبة من منزله في إسكان صباح الخير بمدينة جنين، كما احتجزت شاباً آخر في محيط مستشفى الأمل في حي المحطة، حيث تعرض للضرب والتعصيب قبل اقتياده إلى جهة مجهولة.

من جانبه، صرّح محافظ جنين بأن الاحتلال يعمل على تغيير الشكل الهندسي والديموغرافي للمخيم بشكل كامل، في إشارة إلى حجم الدمار الذي أحدثه خلال عدوانه المتواصل، والذي شمل تفجير وتدمير العشرات من المنازل والمنشآت الحيوية.

في ظل تصاعد الهجمات، استقدم جيش الاحتلال تعزيزات عسكرية جديدة من حاجز الجلمة إلى محيط مخيم جنين، في خطوة تشير إلى نية الاحتلال توسيع نطاق عملياته العدوانية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة بفعل استمرار الحصار والنزوح القسري.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد