يخطط جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لتمديد عدوانه العسكري على مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية والبقاء مدة أطول داخل المخيم في ظل تصاعد انتهاكاته بحقّ اللاجئين الفلسطينيين وإجبار مئات العائلات على النزوح من المخيم بعد الاستيلاء على بيوتها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ونقاط لمراقبة السكان والتنكيل بهم.

ويقول مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم فيصل سلامة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن جيش الاحتلال أفرغ غالبية العمارات السكنية المحيطة داخل المخيم وحولها لثكنات عسكرية كما مد الجنود هنالك بالمواد التموينية للبقاء من أسبوع إلى أسبوعين أو أكثر "وفق ما وردنا".

وفي خضم العدوان المتواصل على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الـ 12 على التوالي ضمن عملية "السور الحديدي" ما يزال يصل إلى المخيم المزيد من التعزيزات العسكرية "الإسرائيلية" وتحل المخيم إفلى ساحة حرب ومقتلة للفلسطينيين وسط حصار خانق يعاني منه السكان الذين بقوا داخل المخيم.

وتطال عملية "السور الحديدي" الذي بدأها الاحتلال يوم 21 كانون الثاني/ يناير الماضية مدن جنين وطولكرم وطوباس والمخيمات فيها، وأبرزها مخيم جنين الذي يتعرض للعدوان منذ 18 يوماً وكذلك مخيم الفارعة وبلدة طمون في طوباس حيث يتصاعد العدوان عليهما منذ ستة أيام.

ويؤكد سلامة أن تفجير المنازل والمحال التجارية وحرقها لم يتوقف داخل مخيم طولكرم الذي يتعرض الآن إلى حملة تدمير ممنهجة لكل مقومات الحياة والبنية التحتية من شوارع وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات.

وأوضح أن التهجير القسري هو أحد أهداف العدوان "الإسرائيلي" ويتم بشكل مكثف، حيث يخرج السكان تحت تهديد السلاح ويتوجهون إلى خارج المخيم مُكرهين، فيما تحولت بيوتهم إلى ثكنات عسكرية للاحتلال.

ويصف سلامة الظروف الإنسانية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون داخل المخيم في هذه الأثناء بالصعبة جداً والكارثية، في ظل عدم إمدادهم بالطعام والماء مع نقص الحليب المخصص للأطفال والدواء والمواد التموينية الإغاثية وسط معاناة كبار السن والأطفال الذين هم بأمس الحاجة إلى الدواء.

ويقول: إن معظم عمليات التنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تبوء بالفشل حيث يسمح الاحتلال فقط بساعة لإدخال المواد، في حين لا يسمح بدخول الكثير من المواد الضرورية ويعرقل ويمنع طوال الوقت الطواقم من أداء عملها وواجبها الإنساني داخل المخيم.

ولم تسلم الحيوانات هي الأخرى من العدوان المستمر على مخيم طولكرم، حسبما يؤكد مسؤول اللجنة الشعبية الذي أشار إلى أن هناك مناشدات وصلتهم من سكان المخيم لإطعام حيواناتهم التي يربونها داخل المنازل.

ويشرح سلامة بمزيد من التفصيل أن العديد من سكان المخيم يمتلكون حيوانات من عصافير وطيور وماشية يقومون بتربيتها فوق المباني كمصدر آخر للرزق والاكتفاء الذاتي كون طبيعة المخيم مكتظة بالأبنية السكنية وخالية من مساحات الأراضي الزراعية التي يمكن الاستفادة منها.

وفي الأيام الماضية تسبب العدوان "الإسرائيلي" بنفوق عشرات الطيور والعصافير التي هي بحاجة لمأكل ومشرب وتُركت بفعل مغادرة الأهالي منازلهم قسراً بينما يناشد السكان من أجل الوصول إلى حيواناتهم وإطعامها.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد