استشهد في معارك مع الاحتلال جنوب لبنان

مخيم البداوي يشيّع جثمان الشهيد يوسف مبارك بعد أن كان في عداد المفقودين

الإثنين 10 فبراير 2025

شيّع مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البداوي شمال لبنان، يوم أمس الأحد 9 شباط/ فبراير، جثمان الشهيد يوسف خليل مبارك "نوح"، المقاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، بعد أن تم العثور على جثمانه عقب فقدانه خلال معارك التصدي للعدوان "الإسرائيلي" على جنوب لبنان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

في أجواء من الحزن والفخر، استقبل أهالي المخيم جثمان الشهيد بالأرز والورود والزغاريد، فيما علت الهتافات الداعمة للمقاومة والتأكيد على وحدة المصير بين الفلسطينيين في الشتات وأهلهم في الداخل.

وانطلق موكب التشييع من منزل ذويه في المخيم، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن يُحمل على الأكتاف وسط الهتافات المؤكدة على طريق المقاومة، وجاب المشيّعون شوارع المخيم رافعين الأعلام الفلسطينية قبل أن يوارى جثمانه الثرى في المقبرة الجديدة.

وكان المخيم قد شهد حالة من الحداد، مع إعلان إضراب عام شمل تعطيل المدارس، حداداً على روح الشهيد.

لحظة الوداع وقراءة الوصيّة

وتوافدت أمهات وأخوات الشهداء والمفقودين من مخيمي نهر البارد والبداوي إلى منزل ذوي الشهيد لمواساة والدته، وخلال التشييع، قرأ طارق دوغان، ابن خال الشهيد، وصيته التي كتبها قبل ذهابه إلى القتال، حيث أوصى والدته بالصبر، قائلاً: "أمي يا عيوني بس تقرئي هالرسالة بكون استشهدت، أول شي ما بدي تزعلي علي صح الفراق صعب بس أنا اخترت هالطريق، اخترتو لإنه في سبيل الله وما بقدر شوف بلدي عم ينباد وأنا أضل ساكت لإنو ما هيك تربيت.. وبدي تكوني صبورة وسامحيني إذا بيوم قصرت بحقك وأنا كتير بحبك وديري بالك على عليا"

وصية الشهيد يوسف مبارك.jpg
وصية الشهيد يوسف مبارك لوالدته قبل استشهاده في معارك مع الاحتلال جنوب لبنان

عائلته ورفاقه: الشهيد كان مثالًا للأخلاق والمقاومة

وقالت نسرين السعيد والدة الشهيد سليمان سليمان الذي ارتقى كذلك في معركة (طوفان الأقصى) لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "الله يرحم جميع شهداء المخيمات هم مغاوير هذا الوطن، ونحن نرفع رؤوسنا عاليا باستشهادهم،0 الفراق صعب وحرقة في قلوبنا، ولكن طريق الشهادة هم من اختاروه، والحمد لله ربنا أكرمهم بالشهادة وبإذن الله ملتقانا في الجنة".

وفي حديثه عن الشهيد، قال رامي أبو شيخة، صهر الشهيد: "نعزي أنفسنا وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية في هذا البطل الذي افتقدناه منذ أربعة أشهر"، مشيراً إلى أن يوسف، من مواليد 2002، كان معروفًا بحسن أخلاقه وبرّه بوالدته.

وشدد أبو شيخة، على أن هذا الطريق سيستمر والقضية لن تموت وهذه بداية حتى تحرير الأرض، لافتا إلى أن الشهيد يوسف أكد للناس أجمع أن الشعب الفلسطيني لن يكسر وسيظل حاملاً راية التحرير.

من جهته، أكد أبو وليد الدسوقي، عم الشهيد، أن العائلة تلقت نبأ استشهاده بكل فخر واعتزاز، مشيرًا إلى أنه أصرّ على الذهاب إلى الجنوب اللبناني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واستُشهد مقبلاً غير مدبر.

كما قال ناصر رميح، مدير نادي النضال، إن الشهيد يوسف انضم إلى النادي منذ صغره وكان دوماً متأثراً بالنهج المقاوم، لافتاً إلى أنه الشهيد الثاني للنادي بعد سليمان سليمان، الذي استشهد خلال معركة "طوفان الأقصى".

بدوره، قال فتحي أبو علي، مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن الجبهة تودّع اليوم رفيقها يوسف مبارك الذي ارتقى خلال تصديه للعدوان "الإسرائيلي" الغاشم في جنوب لبنان، ضمن معركة "طوفان الأقصى". وأكد أن الجبهة ماضية في النضال والكفاح المسلح حتى تحرير الأرض وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال.

وأضاف أبو علي أن الجبهة لا تزال تنتظر معرفة مصير عدد من الشهداء المفقودين في جنوب لبنان، بينهم ثلاثة من مخيم نهر البارد، ورفيق من مخيم شاتيلا في بيروت.

من جهته، شدد أبو العبد قدورة، أحد قيادات الجبهة الشعبية في مخيم البداوي، على أن تقديم الشهداء هو نهج الجبهة المستمر فداءً لفلسطين، مؤكدًا أن العمل المقاوم لن يتوقف حتى تحرير الأرض.

في بيان رسمي، نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، وأهالي مخيم البداوي، الشهيد يوسف مبارك، الذي وُلد عام 2004 لعائلة فلسطينية مهجّرة من قرية البوزية في فلسطين المحتلة.

وأشار البيان إلى أن الشهيد نشأ في صفوف الجبهة منذ صغره، مؤمناً بالكفاح المسلح كطريق للتحرير والعودة، وقد لبّى نداء غزة والمقاومة، وانضم إلى القتال إلى جانب المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، متسلحًا بإيمانه بوحدة المعركة والمصير المشترك.

واختُتم البيان بتأكيد التمسك بمسيرة الشهداء والمقاومة، ومواصلة الكفاح حتى تحقيق النصر وزوال الاحتلال.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد