شنت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، صباح اليوم الأربعاء 12 شباط/ فبراير، حملة عدوانية جديدة ضد مخيّمي نور شمس شرق طولكرم ومخيم العروب شمال الخليل، وشرعت بتهجير أهالي مخيم نور شمس في طولكرم، وسط معاناة إنسانية كبيرة للأهالي.
وأمرت قوات الاحتلال، عبر استخدام مكبرات الصوت في أحد مساجد مخيم نور شمس، السكان المتبقين بالنزوح الفوري من المخيم. وأكدت الناشطة نهاية الجندي، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، أن غالبية سكان المخيم نزحوا بسبب العدوان المستمر، ولم يتبقَ سوى عدد قليل من العائلات التي تعرضت للتهديد المباشر بإطلاق الرصاص والاقتحامات المتكررة لليوم الرابع على التوالي.
نزوح أهالي مخيم نور شمس بطولكرم
وأشارت الجندي إلى أن القوات "الإسرائيلية" هدمت عدة منازل، وجرفت البنية التحتية والشوارع داخل المخيم، مما زاد تدهور الأوضاع الإنسانية.
يأتي ذلك، في سياق عدوان واسع يشنه الاحتلال على مخيمات مدينة طولكرم (مخيم طولكرم ومخيم نور شمس)، والذي دخل يومه السابع عشر على التوالي وسط تصعيد خطير.
في الوقت نفسه، شهد مخيم العروب شمال الخليل اقتحاماً واسعاً فجر اليوم الأربعاء، حيث داهمت قوات الاحتلال نحو 30 منزلاً، واعتقلت حوالي 70 فلسطينياً، بينهم شباب وأطفال، واقتادتهم إلى مركز عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي حوّلتها إلى غرفة تحقيق ميداني بعد تكسير محتوياتها وأبوابها.
وقال عضو اللجنة الشعبية في المخيم، أمجد الطيطي: إن العملية جاءت بمشاركة نحو 100 جندي مدعومين بـ14 آلية عسكرية وجرافة من طراز "دي 10"، والتي استخدمتها القوات لهدم منزل المواطن عدي جوابرة قرب مدخل المخيم دون السماح له بإخلائه من محتوياته.
وأكد الطيطي أن هذا الاقتحام كان الأكثر عنفاً وقسوة مقارنة بالعمليات السابقة، حيث قامت قوات الاحتلال بتفجير أبواب المنازل قبل اقتحامها، واحتجزت العائلات في غرف واحدة أثناء إجراء التحقيقات، كما تعرّض الأهالي للتهديد والشتائم، وتم تكسير ممتلكاتهم. أفرجت القوات عن معظم المعتقلين بعد التحقيق، لكنها أبقت أربعة شبان رهن الاعتقال.
وخلال التحقيقات، وجه ضابط الجيش "الإسرائيلي" المسؤول عن المخيم تهديدات مباشرة للمواطنين، قائلاً: "من يرفع راية فصيل فلسطيني سنقطع يده، ومن يرمي حجرًا نحو الجنود سنطلق عليه النار". وزعم الضابط أن الحجارة والقنابل المحلية الصنع (الأكواع) التي تُلقى تستهدف مدنيين "إسرائيليين" وليس جنودا، حسب زعمه.
وتسبب الاقتحام المستمر في تعطيل العمل داخل مؤسسات المخيم، بما في ذلك المدارس والعيادات والكلية الدراسية، نتيجة انتشار قوات الاحتلال في مختلف الأحياء.
وأكد الطيطي أن هذه الإجراءات تأتي رغم وجود بوابة حديدية وطريق التفافي جديد تم إنشاؤهما لتقليل التفاعل بين الفلسطينيين والمستوطنين، مشددًا على أن المواجهات في المخيم لم تستهدف مركبات المستوطنين منذ يوليو/تموز 2023.
على صعيد متصل، انسحبت قوات الاحتلال بشكل كامل من مخيم الفارعة جنوب طوباس بعد اقتحام استمر 12 يومًا، خلف دمارًا واسعًا في البنية التحتية ومعاناة إنسانية كبيرة للأهالي بسبب الحصار المفروض عليهم. فيما واصلت قوات الاحتلال إغلاق مدخل قرية المنشية جنوب بيت لحم لليوم الثاني على التوالي.