أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، خلال مقابلة تلفزيونية، وفي كلمته بمؤتمر ميونخ للأمن MSC2025، أن مستقبل الوكالة، يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من أي حل سياسي مستقبلي للقضية الفلسطينية.

وأشار لازاريني إلى الدور الحيوي للوكالة كعنصر انتقالي في بناء قدرات المؤسسات الفلسطينية لتولي المسؤوليات المستقبلية.

ورغم توقف بعض مصادر التمويل، بما في ذلك الولايات المتحدة التي علقت دعمها منذ عام وأعادت إدارة الرئيس الأمريكي الجديدة تأكيد هذا القرار، أكد لازاريني أن "أونروا" ما زالت تعمل بموجب تفويضها من الجمعية العامة للأمم المتحدة وتواصل تقديم خدماتها في قطاع غزة والمناطق الأخرى.

وأوضح أن الوكالة تحظى بدعم كبير من الدول الأوروبية والدول العربية ودول الخليج، مما ساهم في استمرار عملها على الرغم من التحديات المالية.

وشدد على أن مستقبل "أونروا" يجب أن يكون جزءاً من الحل السياسي الشامل، معتبرًا أن الوكالة يمكن أن تلعب دوراً انتقالياً في تمكين المؤسسات الفلسطينية من بناء قدراتها واستيعاب المسؤوليات التي توفرها الأونروا حالياً.

وقال لازاريني: "نحن نؤمن بأن البديل النهائي لـ "أونروا" هو مؤسسات عامة فلسطينية قادرة ومؤهلة لتوفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية".

وأضاف أن الوكالة ليست مجرد وكالة إنسانية، بل تقوم بدور حكومي فعلي في تقديم خدمات شاملة للاجئين الفلسطينيين. مشيرًا إلى أن "أنشطانا الأساسية تشبه أنشطة الحكومات، ودورنا الأساسي هو توفير الاستقرار للمجتمعات التي نخدمها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق حل دائم."

وحذر لازاريني من أن انهيار "أونروا" قد يؤدي إلى فراغ كبير في الخدمات، وهو ما يعني مزيداً من اليأس والتطرف في المناطق التي تعمل بها. وأكد أن "البديل عن الوكالة ليس فقط فقدان الخدمات الأساسية، وإنما أيضاً زيادة الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية، مما قد يؤدي إلى تصاعد الصراعات."

وفي إطار التعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى، أشار لازاريني إلى أن "أونروا" هي الوحيدة القادرة حالياً على تقديم خدمات عامة شاملة مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية لجميع السكان في غزة.

وأوضح أن الهدف على المدى الطويل هو تمكين المؤسسات الفلسطينية لتولي هذه المسؤوليات بشكل كامل ومستدام.

وأكد المفوض العام أن الرؤية المستقبلية للوكالة تتضمن العمل كجزء من عملية انتقالية نحو حل سياسي شامل، حيث يتم بناء قدرات المؤسسات الفلسطينية لتكون قادرة على تولي مسؤولية تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. وقال: "هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة دون الوقوع في الفراغ أو الانهيار."