شيّع مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، عصر اليوم الجمعة جثمان الشهيد علي سليم عزام " أبي سليم" ، المقاتل في صفوف كتيبة أبو حمزة المجذوب - سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بعد أن تم العثور على جثمانه في بلدة عيترون عقب فقدانه خلال معارك ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قبل نحو ثلاثة أشهر مع تصاعد العدوان "الإسرائيلي" على لبنان والذي استمر من 23 أيلول/ سبتمبر إلى 27 تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي.

وفي مشهد مؤثر، استقبل أهالي المخيم جثمان الشهيد بالأرز والورود والزغاريد، فيما علت أصوات الهتافات التي تحيي الشهيد وتعبر عن دعم المقاومة كأسلوب نضال حتى تحرير فلسطين.

وانطلق موكب تشييع الشهيد من منزل ذويه في المخيم، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة، ومن ثم إلى مسجد القدس قبل أن يُحمل على الأكتاف وسط الهتافات وأعلام فلسطين ويجوب شوارع المخيم ومن ثم يوارى الثرى وسط أجواء مشحونة بالمشاعر الوطنية والحزن.

55188745-9eeb-4e5a-88dd-d68a1caf8ce8.jpeg

خلال مراسم التشييع، ألقى رئيس ملتقى دعاة فلسطين في لبنان الدكتور طارق رشيد كلمة قال فيها: "هؤلاء الشهداء باعوا ثوب الدنيا الفانية، ولبسوا ثوب الحياة الباقية، نؤكد بأننا لن نتزحزح عن هذا الطريق كما قال الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله (والله لو على حجر ذبحنا لن نستسلم ولن نساوم)، فهذا الطريق هو طريق الأنبياء طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وطريق الصحابة ".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ علي ابو شاهين خلال مراسم التشيع وقال: "سنكسر ونفشل كل المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد شعبنا يريدون محو ذكرنا وابادتنا، الموضوع تخطى مسألة القتال على الأرض وأصبح يهددك حتى على وجودك كإنسان فلسطيني، الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني اليوم مستهدف بوجوده بهويته بدينه بعقديته وكرامته، وهذه المواجهة لا تكون إلا بتقديم الشهداء والتضحيات حتى تسقط هذه المشاريع وعلى رأسها مشروع التهجير في غزة، لأن هؤلاء الشهداء هم أوتاد الوطن يزرعون بهذه الأرض ويترسخون بها ويفشلون هذه المشاريع".

وكانت سرايا القدس، قد نعت شهيدها المقاتل الشاب علي عزام في معارك ضد الاحتلال "الإسرائيلي" على الحدود الفلسطينية – اللبنانية، وقالت في بيان أمس: إن عزام مقاتل لديها في كتيبة الشهيد أبو حمزة المجذوب، وارتقى على حدود فلسطين المحتلة أثناء مشاركته في معركة طوفان الأقصى بالتصدي للعدوان على لبنان، وكان في الصفوف الأمامية في جنوبي لبنان، حيث تم الإعلان عن استشهاده اليوم بعد أن كان في عداد المفقودين لأكثر من ثلاثة أشهر.

536f1050-0de8-46cd-b0d1-5478aeeccc75.jpeg


وولد الشهيد علي في مخيم نهر البارد في 18 كانون أول/ ديسمبر 1992، وعاش مع عائلة مؤلفة من أربع إخوة وأخوات، وترعرع في عائلة محبة لفلسطين حتى التحق بالجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وهو يعمل في محل لبيع الأدوات الصحية داخل المخيم.

وفور إعلان خبر استشهاده توجهت حشود اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد إلى منزل ذوي الشهيد، تهتف للشهيد و"تبارك لأهله باستشهاده في سبيل تحرير فلسطين".

وعبّر عم الشهيد عن فخر العائلة بارتقائه في معركة من أجل فلسطين والتصدي للعدوان على لبنان، قائلاً: "لقد رفع رؤوسنا عالياً باختياره هذا الطريق".

وأكد صديق الشهيد عبدالوهاب الأحمد بأن "الشبان الفلسطينيين في المخيم على درب الشهيد علي عزام"

وبارتقاء الشاب علي عزام يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا في مخيم نهر البارد خلال الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان إلى سبعة، بينهم إضاء ورواد كريَم وأعلن عن ارتقائهما الشهر الماضي ، بالإضافة إلى الشهداء نضال عبد العال، وعبد الرحمن عبد العال، وعماد عودة، الذين استُشهدوا في عملية اغتيال نفّذها الاحتلال "الإسرائيلي" في العاصمة اللبنانية بيروت، في أيلول / سبتمبر الماضي، والشهيد محمد الرنتيسي أبو علي، أحد أبناء حركة الجهاد الإسلامي، الذي ارتقى خلال مشاركته في التصدي لعدوان الاحتلال جنوبي لبنان في آذار / مارس الماضي.

والجدير بالذكر، أن عدداً من الشبان الفلسطينيين في لبنان المنضوين في الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية لا يزالون في عداد المفقودين، بعد مشاركتهم في معارك ضد الاحتلال "الإسرائيلي" جنوبي لبنان، وقد تم العثور على عدد من جثامين الشهداء وشيعوا في مخيمات البداوي ونهر البارد والرشيدية وعين الحلوة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد