عقدت الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين بالشراكة الإعلامية مع المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام (EPAL)، ندوة بعنوان "الأونروا بعد قانون الحظر ومجيء ترامب: المخاطر وآليات المواجهة"، مساء الأربعاء 19 شباط/ فبراير، عبر منصة زووم الرقمية.
وناقشت الندوة خمسة مسارات أساسية تتعلق بالتحديات التي تواجه الوكالة، وجملتها بالتحديات الشعبية، الدبلوماسية، القانونية، الإعلامية، والسياسية، وأدارها الكاتب الفلسطيني ومدير متحف فلسطين في إسطنبول، إبراهيم العلي، بمشاركة عدد من الخبراء والمهتمين.
تحذيرات من الخطر المتصاعد على "أونروا"
وافتتح الندوة علي هويدي، مديرالهيئة (302) مؤكداً أن "أونروا" تواجه تهديدات غير مسبوقة، تتجاوز حتى الضغوط التي تعرضت لها خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مقرات الوكالة في انتهاك صارخ للقانون الدولي، لافتاً إلى استشهاد 273 موظفاً من "أونروا" في غزة نتيجة العدوان "الإسرائيلي"، وداعياً إلى توفير الحماية الدولية للوكالة، وليس فقط الدعم السياسي والمالي.
من جانبه، قال المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة: إن الوكالة تتعرض لحملات إعلامية مكثفة في العواصم الأوروبية والولايات المتحدة، تربطها بالإرهاب على الرغم من تأكيد لجان تحقيق أممية على حياديتها.
وأشار إلى أن هذه الحملات أدت إلى سحب الدعم المالي الأميركي والسويدي والسويسري، وتقليص هولندا لمساهماتها، ما يهدد الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة لحوالي ستة ملايين لاجئ فلسطيني، خصوصاً في مجالي الصحة والتعليم.
وأكد الدكتور عبد الحميد صيام، الخبير في شؤون الأمم المتحدة، أن الهجمات "الإسرائيلية" على "أونروا" ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2006، حيث تعمل "إسرائيل" بشكل مستمر على إضعاف الوكالة داخل أروقة الأمم المتحدة.
وأشار إلى استهداف المسؤولين الأمميين الذين يركزون على فلسطين، مثل فرانشيسكا ألبانيز، كمحاولة لثنيهم عن دعم القضية الفلسطينية.
في السياق القانوني، شدد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) على ضرورة تحريك ملف الانتهاكات "الإسرائيلية" ضد "أونروا" في المحكمة الجنائية الدولية، محذراً من محاولات استبدال مهام "أونروا" ببرامج أممية أخرى، ما يشكل خطرًا على حقوق اللاجئين.
أما الدكتور رمضان العمري، المدير المالي ومراقب الحسابات السابق في "أونروا"، فقد اعتبر أن الإجراءات "الإسرائيلية" ضد الوكالة جزء من خطة مدروسة، تهدف إلى نقل أعباء الوكالة إلى السلطة الفلسطينية، رغم معاناتها المالية الشديدة، ما يعمق أزمة الثقة بين اللاجئين والمجتمع الدولي.
دور فلسطينيي أوروبا والإعلام في الدفاع عن "أونروا"
من جهته أكّد عضو المكتب التنسيقي لفلسطينيي أوروبا عدنان أبو شقرة أن فلسطينيي الشتات، خاصة في أوروبا، يلعبون دوراً أساسياً في دعم الوكالة عبر الحملات الشعبية والترويج لقضيتها في البرلمانات الأوروبية، إلى جانب تعزيز الحراك الشعبي في المخيمات الفلسطينية.
وفي ختام الندوة، شدد الكاتب الفلسطيني أحمد الحاج على أن "أونروا"، بمختلف حكوماتها، تتفق على هدف واحد: وهو إنهاء الوكالة، لأن استمرار وجودها يعني إبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين حية.
وأكد على ضرورة تكثيف الجهود الإعلامية لمواجهة حملات التشويه "الإسرائيلية" ضد الوكالة.
وشهدت الندوة مشاركة واسعة من الخبراء والمهتمين الذين أكدوا على أهمية "أونروا" في الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وضرورة تضافر الجهود الدولية والشعبية للتصدي لمحاولات حظر عملها وإنهاء دورها، وسط تصاعد الانتهاكات "الإسرائيلية" المستمرة ضدها.