حذر رولاند فريدريك، مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية، من استمرار وتفاقم الانتهاكات التي تتعرض لها التجمعات البدوية الفلسطينية في مناطق جنوب الخليل، لاسيما خربة أم الخير الواقعة بمحاذاة مستوطنة "كرميئيل" "الإسرائيلية"، ضمن ما يعرف بمنطقة "إطلاق النار 918" في مسافر يطّا.
وقال فريدريك في بيان رسمي: "إن لاجئي فلسطين في خربة أم الخير يواجهون منذ سنوات مضايقات ممنهجة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، إلى جانب سياسات هدم المنازل والإجراءات الإدارية التي تفرضها سلطات الاحتلال، والتي تؤدي مجتمعة إلى تقويض حياة هذا المجتمع البدوي الذي تقدّم له الأونروا خدمات إنسانية أساسية".
ووفق البيان، شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الاعتداءات، تمثل بدخول مستوطنين مسلحين إلى التجمع نهارًا وليلًا، وسط تخريب لممتلكات المواطنين، ومحاولات لتوسيع سياج مستوطنة "كرميئيل" ليمتد داخل أراضي أم الخير، في خطوة عدوانية تهدف إلى السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تهديد حقيقي يُواجه نحو 200 أسرة فلسطينية، تضم قرابة 1,200 شخص بينهم 500 طفل، في التجمعات المجاورة لمسافر يطّا إذ تواجه هذه الأسر خطر التهجير القسري بعد تصنيف المنطقة عسكريًا ضمن ما يُعرف بمنطقة "إطلاق النار 918"، وهو تصنيف تسعى سلطات الاحتلال من خلاله إلى تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، رغم أن القانون الدولي يعتبر جميع المستوطنات "الإسرائيلية" في هذه المنطقة غير قانونية.
وأشار فريدريك إلى أن المجتمعات البدوية والرعوية النائية، مثل أم الخير ومسافر يطّا، تواجه خطرًا حقيقيًا بالترحيل القسري، وهو ما يعكس اتجاهًا أوسع في الضفة الغربية، يتمثل في مصادرة الأراضي الفلسطينية في المنطقة المصنفة (ج)، إلى جانب تصاعد عنف المستوطنين وتزايد الإفلات من العقاب، ما يخلق ظروفًا قسرية تنذر بوقوع عمليات نقل قسري للسكان الفلسطينيين، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأكد مدير شؤون "أونروا" في الضفة الغربية أن "إسرائيل"، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة في حماية المدنيين الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين، وفي محاسبة الجناة الذين ينفذون هذه الاعتداءات.
وشدد على أن القانون الدولي يُلزم بوقف هدم الممتلكات الفلسطينية الخاصة، وبضمان عدم التهجير القسري لأي من السكان، خاصة المجتمعات التي عاشت على هذه الأراضي منذ أجيال، مؤكدًا على حقهم في العيش بأمان وكرامة فوق أرضهم.