قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تعليق توزيع المساعدات الإغاثية في مقر الإغاثة والشؤون بحي الأمين "منطقة اليانس" بدمشق اليوم الاثنين 24 شباط/ فبراير، بعد أن نفذ عدد من اللاجئين الفلسطينيين اعتصاماً أمام المركز لمطالبة الوكالة بإعادة النظر في سياساتها المتعلقة بتوزيع المعونات.
جاء ذلك بعد أن انتظر الأهالي لساعات طويلة منذ الصباح الباكر، أمام المقر لتسلم حصصهم الاغاثية التي تقدمها الوكالة للأسر الأكثر حاجة.
ووفقًا لما أفادت إحدى ربات الأسر الفلسطينية التي كانت موجودة أمام مقر التوزيع لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإن الغالبية قد حضرت منذ الصباح الباكر بعد تلقيهم رسائل من "أونروا" تدعوهم للتوجه إلى المركز لتسلم المعونات المخصصة للأسر الأكثر عوزاً وفق معايير الوكالة.
لكن عملية التوزيع تم إيقافها فجأة بعد أن نفذ عدد من اللاجئين اعتصاماً سلمياً أمام المقر، مطالبين بأن تشمل المساعدات كافة الأسر الفلسطينية في سوريا، مشددين على أن جميع العائلات تعيش في حالة فقر مدقع نتيجة غلاء الأسعار المستمر، حسبما اضافت.
وأفادت الشكاوى التي وصلت إلى بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن إدارة مركز التوزيع بررت قرارها بإيقاف التوزيع بسبب الاعتصام الذي نفذه الأهالي، معتبرة أنه يعيق عملها.
وفي رد على استفسارات الأهالي حول موعد استئناف التوزيع، أكد مدير مركز "الأليانس" أن العائلات التي لم تستلم حصصها ستضطر إلى انتظار رسالة جديدة من الوكالة لتحديد موعد جديد لتوزيع المعونات.
وواجهت "أونروا" انتقادات واسعة من قبل اللاجئين الفلسطينيين الذين اعتبروا تعليق التوزيع كرد فعل على الاعتصام خطوة غير مسؤولة وغير إنسانية.
وأكد المعتصمون أن جميع الأسر الفلسطينية في سوريا تعاني من الفقر المدقع، خاصة مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، كما طالبوا الوكالة بإعادة النظر في سياساتها التي تستثني العديد من الأسر رغم حاجتها الملحة للدعم.
ويعتمد الفلسطينيون في سوريا بشكل كبير على المساعدات المالية والإغاثية التي تقدمها "أونروا"، حيث تشير التقارير إلى أن نسبة الفقر بين اللاجئين تجاوزت 90%.
وأدى تأخر صرف المساعدات لمدة ثلاثة أشهر منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 إلى تفاقم الأزمات المعيشية، مما زاد من ضغط الأهالي على الوكالة لتحسين خدماتها وتوسيع نطاق دعمها.