للمرة الـ236 على التوالي، هدمت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" خيام ومساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة بحماية من قوات شرطة الاحتلال والوحدات التابعة لها، حيث يأتي ذلك ضمن استمرار مخططات اقتلاع أهالي القرية وتهجيرهم من أرضهم.
وهذه المرة الثالثة في العام 2025 التي تهدم فيها السلطات "الإسرائيلية" الخيام والمساكن المتواضعة التي تؤوي أهالي العراقيب، بعد أن هدمتها 11 مرة في العام 2024، و11 مرة في العام 2023، و15 مرة في العام 2022، و14 مرة في العام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
والمرة الأولى التي هدمت فيها السلطات "الإسرائيلية" العراقيب كانت في يوم 27 تموز/ يوليو 2010، وهدمتها في المرة السابقة يوم 28 كانون الثاني/ يناير 2025.
ورغم عمليات الهدم المتكررة، يتمسك أهالي العراقيب بأرضهم، ويصرون على البقاء فيها، حيث يعيدون نصب خيامهم وبناء مساكنهم كل مرة باستخدام الأخشاب وغطاء النايلون والصفيح بعد عمليات الهدم التي تنفذها وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، وما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل".
والعراقيب هي قرية مسلوبة الاعتراف تقطن فيها 22 عائلة يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، يعيشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكّن السكّان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط سلطات الاحتلال من إثبات حقهم بملكية 1250 دونماً من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
وتقع قرية العراقيب في شمال مدينة بئر السبع ضمن صحراء النقب جنوبي فلسطين المحتلة، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 200 ألف متر مربع، وتعتبر واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف "إسرائيل" بها، وترى وجودها "غير شرعي"، وهي ممنوعة من المياه والكهرباء والمواصلات، وغيرها من الخدمات.
وتأتي هذه العمليات في إطار سياسة الاحتلال المستمرة بهدم المنازل الفلسطينية والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية، بدعوى عدم الترخيص، وهي سياسة تستهدف على نحو خاص منطقة النقب والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة عمليات الهدم التي استهدفت منازل ومحال تجارية وورش صناعية في العديد من البلدات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بما في ذلك (جديدة المكر، يركا، الزرازير، عكا، الناصرة، أم الفحم، شفاعمرو، سخنين، عين ماهل، يافا، كفر قاسم، قلنسوة، كفر ياسيف، عرعرة، اللد، حرفيش، الرينة)، وبلدات عربية أخرى في منطقة النقب.