رفض شعبي للقرار في المخيمات الفلسطينية بلبنان

 قرار "أونروا" باستبدال مساعدة الـ 50 دولار بكرتونة معونات يثير سخطًا شعبياً

الجمعة 28 فبراير 2025

أثار قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" باستبدال مساعدة الخمسين دولاراً التي تقدمها للعائلات الفلسطينية في لبنان بكرتونة معونات، استياءً وسخطاً كبيرين بين صفوف اللاجئين.

جاء هذا القرار قبل يومين فقط على حلول شهر رمضان، مما زاد الضغط الاقتصادي على العائلات التي تعتمد على هذه المساعدة كمتنفس أساسي لشراء المواد الأساسية والحاجيات الضرورية.

وأبدى اللاجئون الفلسطينيون رفضهم التام لهذا القرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروه إهانة لكرامتهم واستخفافاً بمعاناتهم الاقتصادية. ودعا بعض النشطاء إلى عدم استلام الكرتونة المعنية، مشيرين إلى أنها لا تُسمن ولا تُغني من جوع، وأن قيمتها لا تتجاوز 15 دولاراً، وهو مبلغ هزيل مقارنة بالمساعدات النقدية التي كانت تقدمها الوكالة.

وفي تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، قال اللاجئ الفلسطيني سامر البيجيري من مخيم البداوي: "الأونروا تقوم بالمراوغة والتحايل على اللاجئين منذ البداية. حذرنا مرارا وتكراراً من فكرة الكرتونة، وها هي اليوم تفاجئنا بإلغاء مساعدة الـ50 دولاراً واستبدالها بهذه الكرتونة".

وأضاف: "كرامتنا فوق كل اعتبار، لن نقبل بهذه الكرتونة، وسأحرقها أمام مكتب الأونروا لتعرف أن كرامتنا لا تقف عند كرتونة معونات".

وتابع: أناشد جميع المخيمات بعدم استلامها والمطالبة بإعادة مبلغ الـ 50 دولاراً". وأكد أن الكرتونة لا تساوي سوى 15 دولاراً، وهي غير كافية لتلبية احتياجات العائلات، خاصة في ظل اقتراب شهر رمضان الكريم.

وأشار البيجيري أيضاً إلى أن الآلية الجديدة للتوزيع تعتبر إهانة لكرامة اللاجئين، حيث يتطلب الأمر قطع مسافات طويلة للحصول على الكرتونة، مما يفرض تكاليف إضافية على العائلات الفقيرة.

وقال: "كيف يمكن للاجئ الذي يقطن في منطقة شحيم أن يذهب إلى سبلين للحصول على الكرتونة؟ هذا يعني تحمل تكاليف التنقل التي قد تفوق قيمة الكرتونة نفسها".

من جهته، عبّر مدير هيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، علي هويدي، عن رفضه القاطع للقرار الجديد خلال لقاء خاص مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين. وأكد هويدي أن الكرتونة التي اعتمدتها "أونروا" لا تفي بالغرض، خاصة بعد الأوضاع الصعبة التي مر بها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان، والذي أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين وخسارتهم لأموالهم ومدخراتهم.

وأوضح هويدي أن الآلية المتبعة في التوزيع تمثل إهانة أخرى لكرامة اللاجئين، قائلاً: "لا يعقل أن يضطر اللاجئ إلى قطع مسافة 3 إلى 4 كيلومترات للحصول على الكرتونة، مما يكلّفه المال والجهد والوقت. كيف يمكن لعائلة فقيرة أن تتحمل تكاليف التنقل إلى ملعب صيدا البلدي أو أي مركز آخر بعيد عن مكان إقامتها؟".

وانتقد هويدي غياب التشاور مع المرجعيات الفلسطينية الممثلة باللجان الشعبية والأهلية حول هذه الخطوة. وقال: "كان الأولى بالأونروا أن تبحث عن آلية مختلفة لتحفظ كرامة الناس، وتقلل من معاناتهم. كان يجب اختيار أماكن قريبة من التجمعات السكنية لتوزيع الكرتونة، بحيث لا يحتاج اللاجئون لقطع مسافات طويلة أو دفع مبالغ كبيرة".

ودعا هويدي "الأونروا" إلى إعادة النظر في طريقة التوزيع، مشددًا على أهمية اعتماد آليات تساهم في تخفيف الأعباء عن اللاجئين عوضا عن زيادة معاناتهم.

وشدد هويدي على دعمه الكامل للسخط الشعبي الذي أظهره اللاجئون الفلسطينيون رفضاً للآلية الجديدة والتوزيع غير العادل. وقال: "يحق للناس أن تعبر عن رفضها لهذه الكرتونة وعن اعتراضها على الطريقة التي يتم بها التوزيع. الكمية المقدمة لا تتجاوز 12-15 دولاراً، وهي أقل بكثير من الحاجة الفعلية للأسر".

ويأتي هذا القرار في وقت تسعى فيه العائلات الفلسطينية إلى توفير احتياجاتها الأساسية لشهر رمضان المبارك، مما يزيد معاناة اللاجئين الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر. فيما يرى العديد من اللاجئين أن "أونروا" تتخذ خطوات إلى الخلف بدلاً من تقديم حلول عملية تخفف من الأزمات المستمرة التي يواجهونها، سواء بسبب الإجراءات الأخيرة أو قضية إيقاف عمل 4 مدرسين سابقاً بحجة "خرق الحيادية".

يذكر أن وكالة "أونروا" أعلنت في بيان رسمي أن توزيع الحصص الغذائية سيبدأ اليوم الخميس 28 شباط/فبراير 2025، وسيشمل جميع المسجلين الذين أكملوا عملية التحقق الرقمي حتى 23 كانون الثاني/يناير 2025، فيما لن يشمل التوزيع الأفراد الذين تقدموا بطلب التحقق بعد هذا التاريخ.

ودعت المستفيدين إلى التوجه إلى موقع التوزيع بعد تلقي إشعار رسمي منها. وفي حال استلام رسالة نصية تدعو للذهاب إلى مركز توزيع خارج منطقة الإقامة، يمكن للمستفيد التوجه إلى أقرب مركز ضمن منطقته في اليوم المحدد.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد