حقق فيلم "لا أرض أخرى" (No Other Land) إنجازًا تاريخيًا بعد فوزه بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل، اليوم الاثنين، 3 آذار/مارس. وركز الفيلم على تسليط الضوء على الكفاح الفلسطيني ضد التهجير القسري والدمار الذي يطال مناطقهم في الطرف الجنوبي من الضفة الغربية.

وتسلم الجائزة الناشط الفلسطيني باسل عدرا والمخرج "يوفال أبراهام" المناصر للحق الفلسطيني، في مسرح دولبي بهوليوود، حيث عبرا عن رؤيتهم المشتركة في فضح سياسات التطهير العرقي "الإسرائيلية" من خلال عرض قصة الناشط عدرا، الذي يعد جزءًا رئيسيًا من السرد الذي يعكس الواقع الفلسطيني.

يروي الفيلم قصة باسل عدرا، الشاب الفلسطيني المولود عام 1996، الذي يخاطر بحياته، ويعرض نفسه للاعتقال لتوثيق تدمير قريته في منطقة مسافر يطا في الخليل، جنوب الضفة الغربية. هناك، يقوم الجيش "الإسرائيلي" بهدم المنازل الفلسطينية واستخدام الأرض كمنطقة تدريب عسكرية.

وأثناء استلام الجائزة، قال عدرا: "يعكس فيلم 'لا أرض أخرى' الواقع القاسي الذي نعاني منه منذ عقود، وما زلنا نقاومه. ندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جدية لوقف الظلم ووقف التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني"

جائزة No Other Land.jpg

يكشف الفيلم الفجوة الكبيرة بين حياة الفلسطينيين والمستوطنين "الإسرائيليين" في المنطقة. ففي حين توفر المستوطنات "الإسرائيلية" كل مقومات الحياة والأمان، يتم هدم المنازل الفلسطينية وتقطيع خطوط المياه والكهرباء عنها. هذه الفجوة بين الواقعين الفلسطيني و"الإسرائيلي" تم توثيقها وعرضها عبر السينما، لتكون شاهدًا على سياسات التطهير العرقي التي تمارسها "إسرائيل".

وفي إطار العمل المشترك بين عدرا وأبراهام، يبرز الفيلم علاقة الصداقة التي نمت بينهما، رغم الاختلاف الكبير في ظروف معيشتهما. يقول يوفال أبراهام، المولود عام 1995: "صنعنا هذا الفيلم لأن صوتيهما معًا أقوى. عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا غير متساويين. أنا حر بموجب القانون المدني، بينما باسل يخضع للقانون العسكري الذي يدمر حياته، ولا يستطيع السيطرة عليها".

على الرغم من الإشادة العالمية بالفيلم، إلا أن وزير الثقافة "الإسرائيلي"، ميكي زوهار، هاجم منح الجائزة، واصفًا الفيلم بأنه أداة لتشويه صورة "إسرائيل".

وقال زوهار في تغريدة على منصة "إكس": "فوز فيلم (لا أرض أخرى) بجائزة الأوسكار يعد لحظة حزينة لعالم السينما. بدلاً من عرض التعقيد في واقعنا، اختار مخرجو الفيلم ترديد الروايات التي تشوه صورة إسرائيل في العالم". مضيفًا: "حرية التعبير قيمة مهمة، لكن تحويل تشويه إسرائيل إلى أداة للترويج الدولي لا يعد إبداعًا، بل هو تخريب لدولة إسرائيل." وفق تعبيراته.

قبل فوزه بالأوسكار، كان فيلم "لا أرض أخرى" قد حقق نجاحًا كبيرًا في مهرجان برلين السينمائي الدولي بدورته الـ74، حيث حصد جائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور"ضمن برنامج البانوراما.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد