يستمر العدوان العسكري "الإسرائيلي" المسمى (عملية السور الحديدي) على مخيمات شمالي الضفة الغربية لليوم الـ 43 في مدينة ومخيم جنين ولليوم الـ 37 على مدينة ومخيم طولكرم ولليوم الـ 29 على مخيم نور شمس بطولكرم.
ويواصل الاحتلال حصاره المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما، أو الخروج منهما، وينشر دورياته الراجلة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة، والقيام بمداهمة المنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها، وإخضاع من يوجد داخلهما من السكان للاستجواب، وإجبارهم على مغادرتهما، وسط إطلاق للرصاص الحيّ، والقنابل الصوتية والضوئية لترويعهم.
وصعّدت قوات الاحتلال من عمليات هدم وحرق للمنازل والمنشآت في حارات مخيم نور شمس، إضافة إلى ما أحدثته من دمار كامل في البنية التحتية، طالت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات
ووثقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تعرض عشرات المنازل والبنى التحتية للتدمير داخل مخيمات شمالي الضفة الغربية في إطار العملية العسكرية واسعة النطاق التي تسبب بتهجير عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من هذه المخيمات.
وشاركت "أونروا" موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين بيانات ومعطيات رصدتها حول أوضاع اللاجئين في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين والفارعة خلال استمرار العدوان "الإسرائيلي".
تهجير قسري
وقالت "أونروا": إنها وثقت هدم ما لا يقل عن 16 منزلًا حتى نهاية شهر / فبراير شباط الماضي في مخيم طولكرم، مشيرة إلى تعرض منشآتها إلى أضرار لم تحصى حتى الآن بينما يستمر النزوح واسع النطاق مما رفع أعدد النازحين من مخيم طولكرم حتى اللحظة إلى 2450 ألف أسرة بمعدل 12 ألفاً ومائة لاجئ فلسطيني.
وفي مخيم نور شمس ذكرت وكالة "أونروا" أن 1,900 أسرة نزحت بمعدل 10 آلاف لاجئ فلسطيني، وكذلك الأمر في مخيم جنين حيث تحققت الوكالة الأممية من استمرار نزوح آلاف العائلات اللاجئة، وأنه لا يزال حوالي 3,500 أسرة نازحة بمعدل 15 ألفاً و340 لاجئاً فلسطينياً، فيما تعرضت البنية التحتية داخل المخيم لأضرار جسيمة، مما جعل الظروف المعيشية شبه غير صالحة للسكن.
في مخيم الفارعة بمدينة طوباس، وثقت "اونروا" عودة معظم النازحين للمخيم، مشيرة إلى أن أكثر من 840 أسرة سجلت تضرر منازلها، وفي حين تواصل "أونروا" عملياتها في تقييم الاضرار وتقديم المساعدات الإنسانية.
29 شهيداً في جنين
من جهتها قالت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين: إن عدد شهداء العدوان في المدينة والمخيم ارتفع إلى 29 بعد استشهاد الشاب جهاد علاونة اليوم، مضيفة أنه في اليوم الـ 43 وسع الاحتلال عدوانه على جنين ومخيمها ليشمل الحي الشرقي والأماكن المحيطة به للمرة الثالثة منذ بدء العملية العسكرية شمال الضفة.
وأوضحت أن المنطقة الشرقية شهدت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة وسط عمليات تجريف للشوارع وتدمير لممتلكات الفلسطينيين، كما أحرقت قوات الاحتلال منازل وفجرت شقة سكنية في الحي الشرقي من جنين، وأجبرت عائلات على مغادرة منازلها تحت التهديد بالقصف.
وأكدت اللجنة أن العدوان تسبب بتهجير نحو 20 ألفاً من سكان مخيم جنين، الذين لجؤوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم، محذرة من تنفيذ الاحتلال مخططه لتغيير معالم مخيم جنين من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلاً بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي.
وتؤكد "اونروا أن الأسر النازحة تعاني من نقص حاد في إيجاد المأوى، وتوفير الغذاء، والمياه، والخدمات الطبية. وفي ظل استمرار العنف، تواجه العائلات تحديات كبيرة في العودة إلى منازلها، بينما يزداد الضغط على المراكز التي تستقبل النازحين.
وأيضاً، تضرر أكثر من 4,250 طالب فلسطيني في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس عقب إغلاق مدارس الوكالة نتيجة العدوان، وقالت "أونروا": إنها عملت بدورها على وضع خطة التعليم عن بعد في الأسبوع الأخير من شهر شباط،/ فبراير في بعض المناطق لضمان عدم حصول فاقد تعليمي للطلبة.
العدوان العسكري وحظر الوكالة يعيقان الاستجابة الإنسانية
وحذّرت وكالة "أونروا" من خطورة الأوضاع في مخيمات شمالي الضفة الغربية، حيث لا تزال عمليات العسكرية والاقتحامات مستمرة، مما يعوق جهود الاستجابة الإنسانية ويضع المدنيين في ظروف غير مستقرة وخطيرة.
عبرت الوكالة عن قلقها إثر تأثير قرارات الكنيست "الإسرائيلي" على أنشطتها وخدماتها المقدمة للاجئين فلسطين في القدس، لافتة الى أن القيود المفروضة على تحركات العاملين الإنسانيين والتحديات المالية الناتجة عن الضغوط السياسية تؤثر على قدرة الوكالة على تقديم المساعدة بالشكل المطلوب في الضفة الغربية.
ودعت "أونروا" إلى ضمان احترام القانون الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية الإنسانية، بما في ذلك مرافق الوكالة التي تقدم الخدمات الأساسية لآلاف لاجئي فلسطين.
كما شددت على الالتزام بمواصلة تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين رغم التحديات، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لضمان حماية اللاجئين ودعم الجهود الإنسانية في الضفة الغربية.
مساعدات غذائية وخدمات صحية
وتقول وكالة "أونروا": إنها قدمت آلاف الطرود التي عرفت ب(طرود الكرامة) وهي عبارة عن مساعدات غذائية ومستلزمات حياة ضرورية ومستلزمات نظافة شخصية للنازحين القاطنين في مراكز الإيواء، من الأغطية والأسرة وغيرها، كما قدمت مساعدات مالية لأكثر من 2600 أسرة من مخيم جنين.
وفيما يتعلق بالخدمات الصحية عملت وكالة "أونروا" على تقديم خدمات الصحة الأولية عبر المراكز الصحية والنقاط الصحية المؤقتة مثل عيادة قباطية التي تستقبل 328 مريضاً من مخيم جنين.
وأضافت: إنها افتتحت نقطة صحية جديدة (الزاوية الكورية) في جنين تقدم خدماتها لحوالي 360 مريضاً إضافة لعيادة يعبد بالإضافة إلى عيادة صحية مؤقتة في ذنابة تستقبل يوميا حوالي 260 مريضاً يومياً.