يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه الوحشي على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية وسط تصاعد موجات نزوح الفلسطينيين من مخيماتهم في طولكرم ونور شمس وجنين، يرافقها تصاعد عمليات هدم منازل الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية وتجريف الأحياء السكنية، مما يفاقم معاناة السكان لا سيما خلال شهر رمضان.
ووثقت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم تصاعد موجات النزوح من المدينة ومخيميها مع تصاعد عمليات العدوان "الإسرائيلي" على مخيم طولكرم خلال يومه الـ40 على التوالي، فيما يدخل العدوان على مخيم نور شمس يومه الـ27 وسط استقدام المزيد من تعزيزات الاحتلال العسكرية المكثفة واستمرار عمليات مداهمة وهدم للمنازل.
تواصل عمليات هدم منازل الفلسطينيين والبنى التحتية للأحياء
أكدت اللجنة الإعلامية في بيان اليوم الجمعة، 7 آذار/مارس، أن قوات الاحتلال تواصل عمليات تدمير البنى التحتية، ومنع طواقم البلدية والدفاع المدني من فتح الطرق في طولكرم، إلى جانب قطعها جميع الخدمات الأساسية عن المخيمين.
وسجلت اللجنة الإعلامية تدمير 632 منزلاً ومنشأة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 190 فلسطينيًا خلال حملات الاعتقال الواسعة في مخيمات طولكرم، والتي طالت منازل تعود إلى عائلات الطبال وحسين يونس والحمد الله، حيث أجبرت قوات الاحتلال أصحابها على الإخلاء القسري، بعد أن أمهلتهم حتى الساعة العاشرة صباحًا لمغادرتها.
وأوضحت اللجنة أن الاحتلال نفذ 475 عملية مداهمة لمنازل المواطنين، وسط انتشار لفرق المشاة في الشوارع والأحياء، لا سيما في المناطق الجنوبية والغربية ووسط السوق، إضافة إلى محيط ومداخل مخيمي طولكرم ونور شمس. كما أفادت اللجنة بأن آليات الاحتلال والجرافات الثقيلة تتمركز أمام المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس، الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث يقوم الجنود بإيقاف المركبات وتفتيشها، والتدقيق في هويات الفلسطينيين واحتجازهم للاستجواب.
نازحون يناشدون لإغاثتهم في ظل الظروف الصعبة تحت وطأة العدوان
ومع استمرار الحصار الخانق على المدينة ومخيماتها، تتصاعد دعوات لإسناد النازحين من طولكرم وإعانتهم على مواجهة الظروف الصعبة المفروضة عليهم، إلى جانب إنقاذ المحاصرين الذين يتعرضون لعدوان وحشي من قبل جنود الاحتلال، بحسب اللجنة الإعلامية.
وأسفر العدوان على مدينة طولكرم ومخيماتها عن ارتقاء 13 شهيدًا، بينما نزح 12 ألف فلسطيني من مخيم طولكرم، و13 ألفًا آخرين من مخيم نور شمس وسط دمار هائل وخراب طال المنازل والأحياء السكنية وممتلكات الفلسطينيين.
تحذيرات أممية من عمليات الهدم "الإسرائيلي"
وفي هذا السياق، حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من تأثير عمليات الهدم "الإسرائيلي" لمنازل الفلسطينيين في مخيمات شمالي الضفة الغربية على حياة اللاجئين الفلسطينيين.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لـ"أونروا"، تعليقًا على بدء القوات "الإسرائيلية" بهدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس في طولكرم: "إن الناس يواجهون احتمال عدم العودة إلى منازلهم في مخيمات الضفة"، مشيرًا إلى أن مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس جرى إخلاؤها تقريبًا من سكانها مع تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية بما في ذلك المنازل.
وأضاف لازاريني أن هذه العملية تعتبر الأطول والأكثر تدميرًا منذ الانتفاضة الثانية، مما أدى إلى أكبر نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ حرب عام 1967. حيث أُجبر حوالي 40 ألف شخص على ترك منازلهم، محذرًا من أنه مع بدء تطبيق القوانين "الإسرائيلية" المناهضة لـ"أونروا" في 30 كانون الثاني 2025، أصبح هناك فراغ في الوجود الدولي في وقت الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى.
موضوع ذو صلة: بالدموع والغصة.. لاجئون فلسطينيون في مخيم نور شمس راقبوا هدم منازلهم