أكد أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم البص بمدينة صور، إبراهيم الجمل، في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن الفرق العاملة في "ملف التعافي من آثار الحرب" بدأت بتقديم الدعم للعائلات المتضررة في المخيم.
وأوضح الجمل أن العملية تمت بتنسيق مع اللجنة الشعبية، حيث قدمت كشوفات بالبيوت التي تعرضت لأضرار خلال الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان، سواء كانت كبيرة أو بسيطة، وذلك بهدف تمكين لجنة التعافي من تقديم التعويضات المناسبة للأهالي المتضررين.
ولفت الجمل إلى أن الأضرار تم تقسيمها إلى قسمين: الأضرار البسيطة التي كانت في أطراف المخيم بعد قصف الاحتلال "الإسرائيلي" للمساكن الشعبية ومنطقة البص المواجهة للمخيم، حيث تعرضت البيوت لأضرار طفيفة مثل تحطم الواجهات الزجاجية والأبواب والشبابيك والطاقة الشمسية. بينما الأضرار الكبيرة حدثت نتيجة القصف المباشر على المخيم بعد اغتيال القيادي في حماس، الأستاذ فتح شريف، في وسط المخيم، وكذلك بعد اغتيال عمران الحج، ما أدى إلى تدمير معظم البيوت المجاورة نتيجة الغارات.
وأضاف الجمل أن العدد الإجمالي للبيوت المتضررة تجاوز الـ 300 بيت، حيث تم توزيع 173 شيكًا على العائلات المتضررة. وقد تراوحت تعويضات الأضرار الكبيرة بين ثلاثة آلاف دولار إلى أربعة آلاف دولار، بينما تراوحت الأضرار البسيطة بين ثلاثمئة دولار وأربعمئة دولار، وقد تم دفع هذه المبالغ نقدًا مباشرة لصاحب الضرر.
وأكد الجمل أن خطوة التعافي في مخيم البص جاءت في وقتها، خاصة بعد الحرب التي خلفت آلامًا كبيرة ومرارة في قلوب اللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم وأعمالهم، واعتبر أن التعويضات قدمت دعمًا معنويًا وماديًا للأسر الفلسطينية لتبدأ في ترميم بيوتها.
وفي سياق متصل، تواصل الفرق العاملة في "ملف التعافي من آثار الحرب" أعمالها في مختلف المناطق اللبنانية، خاصة في الجنوب، لمتابعة مسح الأضرار التي خلفتها الاعتداءات "الإسرائيلية" على المخيمات الفلسطينية. كما تواصل عمليات دفع التعويضات لأصحاب المباني المتضررة في مخيم البص، بالإضافة إلى صرف مستحقات الإيواء والأثاث للمتضررين الذين تعرضت بيوتهم للتدمير.
وخلال متابعة الأعمال في المخيم، تحدث مسؤول ملف العلاقات الفلسطينية في حزب الله في منطقة جبل عامل الأولى، خليل حسين، مشيرًا إلى أن حزب الله مستمر في دفع التعويضات لللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الجنوب، حيث سيستكمل دفع ما يقارب 287 ملفًا في هذه المرحلة. وأضاف حسين أن هذا أقل الواجب تجاه الشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات كبيرة من شهداء وجرحى خلال العدوان.
من جهته، قدم مسؤول الجبهة الديمقراطية في منطقة صور، عبد كنعان، شكره إلى قيادة حزب الله على جهودهم الكبيرة في تقديم المساعدات المالية لمن تضرروا من الحرب الأخيرة. كما ثمن عضو قيادة حركة الجهاد الإسلامي في منطقة صور، أبو هادي عبد العال، "الدور الكبير لمؤسسة جهاد البناء في دعمها للأهالي في المخيمات الفلسطينية"، مشيدًا بتقديم المساعدات المالية لمن تضررت منازلهم أثناء العدوان "الإسرائيلي".
وخلال الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان، تعرضت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق جنوبي لبنان، بما في ذلك مخيمات الرشيدية والبص، بالإضافة إلى محيط مخيم البرج الشمالي، لعمليات قصف من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، ما أسفر عن وقوع العديد من الشهداء والجرحى.
كما استهدف القصف الإسرائيلي المنشآت والمنازل والبنى التحتية في المخيمات بشكل مباشر، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وتدمير العديد من المنازل والمرافق الحيوية، مما أثر بشكل بالغ على حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة وتفاقم أوضاعهم الإنسانية.