يوم المرأة العالمي: أرقام تكشف الواقع المأساوي لنساء غزة خلال حرب الإبادة

الأحد 09 مارس 2025

يتزامن اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام مع معاناة مستمرة للمرأة الفلسطينية في قطاع غزة، التي تعيش واقعًا مأساويًا مختلفًا تمامًا عن باقي نساء العالم. حيث لا تزال النساء في غزة يعشن ظروفًا عصيبة بعد عام كامل من حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع، ويواجهن آثار الحرب التي شملت أحداثًا مروعة وسط ظروف غير إنسانية تحملتها طيلة هذه الفترة.

معاناة قاسية واجهتها نساء غزة خلال عام كامل من حرب الإبادة

على مدار عام كامل، واجهت نساء غزة الموت والدمار والنزوح القسري وفقدان العائلة والأحباء. كما اضطرّت الكثير من النساء إلى مواجهة تحديات النزوح القسري، حيث انفصلت مئات النساء عن أزواجهن وعائلاتهن بعد موجة النزوح الكبيرة التي طالت سكان شمالي قطاع غزة باتجاه الجنوب. تولت المرأة الفلسطينية في هذه الأوقات مهمة إيجاد المأوى، وتأمين الطعام والماء، وطبخ الطعام لأطفالهن وسط التحديات الإنسانية والاجتماعية التي تهدد حياتهن.

أكثر من مليون امرأة نزحن خلال حرب الإبادة على غزة

مع نزوح أكثر من مليون امرأة فلسطينية منذ بداية العدوان "الإسرائيلي" في تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت النساء لنقل قسري إلى ملاجئ مكتظة بالمئات من السكان النازحين أيضًا. في تلك الظروف، تندر الخصوصية وخاصة بالنسبة للنساء والفتيات. كما رافق ظروف النزوح نقص حاد في توفير الطعام والشراب، حيث لم تتمكن العديد من النساء من الحصول على الطعام الكافي بسبب نقص المواد. كما تعرضت النساء لمزيد من المعاناة من خلال استخدام المراحيض غير الصحية، وعدم توفر الفوط الصحية خلال فترة طويلة من الحرب، حسبما وثقت مؤسسات رسمية ومحلية فلسطينية.

أكثر من 155 ألف امرأة حامل أو مرضع عانين طيلة حرب الإبادة

وثقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" معاناة أكثر من 155 ألف امرأة حامل، أو مرضع في قطاع غزة، حيث واجهن صعوبات شديدة في الوصول إلى المياه والمرافق الصحية اللازمة. وأشارت الوكالة إلى فقدان أكثر من 6 آلاف أسرة لأمهاتها، موضحة أن نحو مليون امرأة وفتاة فقدن منازلهن وأحباءهن. كما سجلت الوكالة نزوح نحو مليون امرأة وفتاة من منازلهن بشكل متكرر، حيث غادرن بدون نقود أو متعلقات شخصية.

وتشير تقارير رسمية إلى أنه خلال حرب الإبادة على غزة، استشهدت 12,316 امرأة، فيما استشهد أزواج 13,901 امرأة أخرى، وأصبحت هؤلاء النساء في ظل الظروف المأساوية يعلن أولادهن، وسط معاناة متزايدة بسبب فقدان معيلهن وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.

معاناة النساء في غزة مستمرة رغم وقف الحرب

ورغم وقف العدوان على غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال "الإسرائيلي" وحركة حماس، إلا أن الاحتلال ماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، وأوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المهدد بمجاعة.

وفي السياق نفسه، قال مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان الإقليمي في الدول العربية إن قرار الاحتلال "الإسرائيلي" بمنع دخول المساعدات إلى غزة يزيد من معاناة النساء والفتيات اللواتي حُرمن من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. وحذر الصندوق من أن إعادة فرض الحصار على غزة يهدد بعكس مسار التقدم في وقت حرج حيث يكافح الناس من أجل البقاء.

كما أكدت الأمم المتحدة أن احتياجات النساء والفتيات في غزة لا تزال هائلة، مشيرة إلى أن الحرب قد خلفت دمارًا غير مسبوق فيما انتشر المرض والجوع، وأصبح النظام الصحي في حالة انهيار. وفي ظل هذا الوضع، ركز صندوق الأمم المتحدة للسكان على استعادة الخدمات الأساسية للنساء والفتيات، حيث قدم خدمات الصحة الإنجابية والحماية لـ170 ألف امرأة وفتاة، وأقام 16 مرفقًا صحيًا مؤقتًا لتوفير الرعاية الصحية العاجلة لآلاف النساء الحوامل والأمهات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد