اعتقلت السلطات الأمريكية، مساء الجمعة 8 آذار/مارس الطالب والناشط الفلسطيني محمود خليل وهو فلسطيني سوري من مخيم خان الشيح بريف دمشق، ويشغل موقع المفاوض العام لطلاب جامعة كولومبيا، من مقر إقامته في نيويورك، في خطوة أثارت تنديداً حقوقياً واسعاً، في خطوة صنفت كتصعيد جديد ضد الطلاب المناصرين لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية.

ووفقاً لعائلته، فقد داهم ضباط من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية المبنى السكني الذي يقطن فيه محمود خليل برفقة زوجته، التي تمر بشهرها الثامن من الحمل، قبل أن يعتقلوه أثناء دخوله إلى المبنى.

وأوضحت محامية الشاب محمود، "إيمي جرير"، أن عملية الاعتقال نُفّذت من قبل عناصر هيئة الهجرة والجمارك، الذين أبلغوها بأن الأمر صادر بإلغاء تأشيرته الدراسية، رغم أنه يحمل البطاقة الخضراء التي تمنحه الإقامة الدائمة. وأضافت أن السلطات أبلغتها بعزمها إلغاء إقامته القانونية أيضاً.

وتم نقل خليل إلى منشأة احتجاز المهاجرين في "إليزابيث" بولاية نيوجيرسي، حيث ينتظر جلسة أمام قاضي الهجرة للنظر في وضعه القانوني. ولم تقدم السلطات أي تفسير رسمي لزوجته حول أسباب اعتقاله.

يأتي اعتقال محمود خليل في إطار حملة متزايدة ضد الطلاب والناشطين الذين يقودون احتجاجات مناصرة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية.

وكان خليل قد برز كأحد القياديين في هذا الحراك داخل جامعة كولومبيا، حيث أدى دوراً محورياً في تنظيم الاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بوقف استثمارات الجامعة في "إسرائيل".

واختير في الربيع الماضي كمفاوض رسمي عن الطلاب المعتصمين، وعقد عدة لقاءات مع مسؤولي الجامعة في هذا السياق. وفي تصريحات سابقة لوكالة "أسوشيتد برس"، أكد أن الاحتجاجات ستستمر طالما أن الجامعة تواصل دعمها المالي لـ "إسرائيل"، قائلاً: "سنواصل المقاومة".

الطالب محمود خليل.jpg

وأثار اعتقال خليل ردود فعل واسعة في الأوساط الحقوقية والأكاديمية، حيث اعتُبر استهدافاً غير مسبوق للناشطين على خلفية مواقفهم السياسية. وناشدت عائلته وزوجته المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية، إضافة إلى سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، للتحرك العاجل والضغط على السلطات الأمريكية لمنع أي إجراءات عقابية بحقه، بما في ذلك احتمال ترحيله، رغم امتلاكه إقامة قانونية دائمة.

وفي هذا السياق، أطلقت منظمة "شبكة العمل" (Action Network) حملة لجمع التوقيعات للمطالبة بالإفراج الفوري عن خليل، داعية الأفراد والمؤسسات إلى إرسال رسائل احتجاج إلى الجهات الأمريكية المعنية لمنع اتخاذ أي إجراءات تعسفية بحقه.

من هو محمود خليل؟

والطالب واللاجئ الفلسطيني محمود خليل هو لاجئ فلسطيني من مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وهو مهندس حاسوب وخريج قسم العلوم السياسية من جامعة كولومبيا. نشط في العمل الطلابي داخل العديد من المنظمات الدولية، ويشغل حالياً منصب موظف دبلوماسي ضمن الوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة.

ويخشى حقوقيون أن يكون اعتقال خليل جزءاً من حملة أوسع تهدف إلى تكميم أصوات الطلاب الفلسطينيين والمناصرين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وسط تصاعد الدعوات المطالبة بإطلاق سراحه فورًا وضمان حقوقه القانونية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد