يواجه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان تحديات اقتصادية ومعيشية خانقة في ظل الأوضاع التي خلفتها الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، وما زاد من تعقيدها تقليص المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ومع ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من صعوبة توفير احتياجاتهم الأساسية، لا سيما في شهر رمضان المبارك.
مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، جال في السوق الرئيسي لمخيم عين الحلوة، مستطلعاً أحوال اللاجئين في الشهر الفضيل، ورصد خلال جولته كيف أثّر الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار على طقوسهم المعتادة المتعلقة بإعداد مائدة الإفطار، وكيف تراجعت قدرتهم على تحضير وجبات متنوعة.
وأجمعت لاجئات فلسطينيات عدة على أن معظم العائلات الفلسطينية لم تعد قادرة على تحضير أكثر من طبخة واحدة يومياً، ما يضطرها إلى تعديل عاداتها الغذائية.
إحدى اللاجئات أكدت قائلة: "لا يمكننا إعداد طبختين، فصحن سلطة (الفتوش) صار يكلف 700 ألف ليرة لبنانية"، مشيرة إلى أنها أحياناً تطبخ وجبة واحدة تكفي العائلة لمدة يومين.
وكذلك اشتكت لاجئة فلسطينية أخرى من غلاء أسعار الخضروات، قائلة: "أسعار الخضار، مثل البقدونس والبصل، أصبحت باهظة للغاية، حتى الخضروات الأساسية لم أعد قادرة على تحمّل تكاليفها".
وأضافت لاجئة فلسطينية ثالثة: "كل شيء أصبح غاليًا، كيلو الخيار 150 ألف ليرة، والخس 75 ألف، وهذا يعد سعراً مرتفعاً، نضطر معه لتقنين الطعام، ولا نستطيع تحضير أكثر من طبخة واحدة".
وأشارت إلى أن السوق يعاني من غلاء غير مسبوق، حيث ارتفع سعر كيلو الدجاج المسحّب من 500 ألف ليرة إلى 700 ألف ليرة، ما يضع العائلات في موقف صعب لا يمكّنها من تدبير احتياجاتها.
موضوع ذو صلة: اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. شهر رمضان بين الغلاء وضعف الحركة التجارية
من جانبه، أوضح أحد باعة الخضار في سوق المخيم أن بعض ربات البيوت تشتري البطاطا، على سبيل المثال، لتحضير وجبة تكفيها ليومين، في محاولة للتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وإجمالاً، أشار المستطلعة آراؤهم إلى أن معظم العائلات بالكاد تتدبر أمورها خلال رمضان، حيث أصبح من المستحيل تحضير أكثر من وجبة واحدة يومياً، ما يعكس تأثير الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان على حيواتهم اليومية، لا سيما مع توقف عدد من الأعمال كنتيجة للحرب "الإسرائيلية" الأخيرة.
ويزداد تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المخيمات الفلسطينية بلبنان، بعد انتهاء الحرب "الإسرائيلية" على لبنان وتبعاتها، ما يجعل الفلسطينيين يواجهون تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، وسط عجز "أونروا" و"تقاعسها" وكذلك الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير عن إدارة الازمة المعيشية إغاثياً، وسط نسب فقر تتجاوز 90%.