أظهرت الوثائق القضائية الصادرة عن المحكمة الجزئية للمنطقة الجنوبية من نيويورك أن القاضي جيسي م. فورمان قد أصدر أمراً بوقف ترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل إلى حين الفصل في قضيته، وألزم ممثلي الحكومة بعدم اتخاذ أي إجراءات بحقه حتى صدور قرار نهائي.

وجاء في القرار أن على الحكومة تقديم موقفها في جلسة استماع حدد موعدها في 12 مارس 2025، مشدداً على أن المحكمة تحتفظ باختصاصها للنظر في القضية بموجب قانون الأوامر القضائية كما أُمر محامو الحكومة بتقديم مذكراتهم القانونية قبل الجلسة، وتوجيه ردهم إلى محامي خليل.

وجاء قرار المحكمة، بعد أن شهدت مدينة نيويورك أمس الاثنين 10 آذار/ مارس، مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المتظاهرين من مختلف الفئات، متحدين تهديدات الرئيس دونالد ترامب، للمطالبة بوقف ترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل وإطلاق سراحه.

ورفع المحتجون شعارات منددة بما وصفوه بـ"الملاحقات غير الدستورية"، مطالبين بتحقيق العدالة ووقف السياسات التعسفية التي تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان.

وشهدت الاحتجاجات مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، حيث وثقت مقاطع فيديو اعتداءات واعتقالات طالت مشاركين في المسيرة، التي جاءت رفضًا لاحتجازه بسبب نشاطه في الحراك الطلابي المناصر لفلسطين.

وتزامنت المظاهرات مع حملة تضامن واسعة جمعت توقيعات أكثر من مليون شخص، بينهم أكاديميون من كبرى المؤسسات التعليمية، ومحامون، ونشطاء حقوقيون، طالبوا السلطات الأميركية بوقف ما أسموه "التنكيل" بالناشط الفلسطيني.

وأكد الموقعون على العريضة أن محمود خليل يتعرض لاستهداف سياسي بسبب مواقفه المناهضة للاحتلال "الإسرائيلي" ودعمه للقضية الفلسطينية.

اقرأ/ي الخبر: أكثر من نصف مليون ناشط يطالبون بالإفراج عن الطالب محمود خليل المعتقل في أمريكا

وأدان المتظاهرون موقف البيت الأبيض، الذي وصفوه بأنه منحاز بالكامل للضغوط "الإسرائيلية"، مؤكدين أن "شالوم" البيت الأبيض، في إشارة إلى اللوبي الداعم لـ "إسرائيل" داخل الإدارة الأميركية، يسعى لإسكات الأصوات المدافعة عن الحقوق الفلسطينية عبر إجراءات تعسفية وغير قانونية.

وقال أحد المشاركين في الاحتجاجات: "إذا سُمح بترحيل محمود خليل، فسيكون هذا سابقة خطيرة تهدد كل المدافعين عن حقوق الإنسان في أميركا. لن نصمت ولن نسمح بذلك".

يذكر أنّ اعتقال الناشط محمود خليل وهو من أبناء مخيم خان الشيح بريف دمشق، جاء في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن خطط لترحيل الطلبة المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، التي شهدتها الجامعات الأمريكية خلال الحرب "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة.

اقرأ/ي أيضا: اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل في نيويورك وسط حملة تستهدف الطلاب