أثار سلوك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بصرف المساعدات الإغاثية حصرياً للاجئين الفلسطينيين المهجرين من مدينة حلب إلى الشمال السوري، استياءً واسعاً بين باقي المهجرين الفلسطينيين القادمين من محافظات سورية أخرى، الذين لم تشملهم المعونات رغم تحديث بياناتهم لدى الوكالة.
بحسب ما أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، فإن الوكالة بدأت مؤخراً بصرف المساعدات للعائلات المهجرة من مدينة حلب ومخيماتها، والتي كانت قد استفادت سابقًا من نظام التوكيلات الذي أجرته "أونروا" لهم، حيث تمكنوا عبره من استلام المساعدات أثناء وجودهم في مناطق المعارضة قبل سقوط النظام.
ويُقدر عدد العائلات المستفيدة بحوالي 200 عائلة، بينما لم تشمل المساعدات الفلسطينيين المهجرين من باقي المحافظات السورية، رغم أنهم أجروا تحديثاً لبياناتهم في سجلات الوكالة عند إعادة فتح باب التسجيل أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعد سقوط النظام.
وأكد مراسلنا أن الفلسطينيين المهجرين من مختلف المناطق السورية توجهوا إلى "أونروا" لإعادة تسجيل أسمائهم وتحديث بياناتهم، تماماً كما فعل فلسطينيو حلب، لكن المساعدات لم تُصرف لهم حتى الآن، ما اعتبروه إجحافاً بحقهم ومعاملة غير عادلة.
ووفقاً لمراسلنا، فإن "أونروا" أنهت تحديث بيانات المهجرين الفلسطينيين إلى الشمال السوري بتاريخ 27 شباط/ فبراير الماضي، وأرسلت البيانات إلى المكتب الرئيسي للوكالة في دمشق، دون تقديم أي تعهدات مسبقة بصرف مساعدات مالية أو عينية، قبل أن تفاجئ الجميع بتخصيص المعونات فقط لفلسطينيي حلب، متجاهلة باقي العائلات المهجرة.
يُشار إلى أن "أونروا" كانت قد توقفت عن تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري منذ عام 2018، بحجة أن هذه المناطق "يصعب الوصول إليها". وبعد سقوط النظام، أعادت تسجيل المهجرين، لكنها لم تقدم حتى اللحظة أي توضيحات بشأن حرمان العائلات القادمة من غير حلب من المساعدات، ما أثار تساؤلات وانتقادات واسعة حول آلية توزيع الدعم والمعايير التي تعتمدها الوكالة في تحديد المستفيدين.