أغرقت مياه الصرف الصحي منذ يومين الأزقة والشوارع والأحياء والمرافق الحيوية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، مهددة بكارثة بيئية جديدة تهدد حياة الفلسطينيين داخل المخيم.
تعطل عمل آليات بلدية غزة بفعل تعمد سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق معبر رفح ومنع إدخال المعدات ومستلزمات الوقود أدى إلى العجز الكامل عن تصريف مياه الصرف الصحي في ظل تحذيرات من زيادة التلوث وخطر الإصابة بالأمراض.
السبب: إغلاق المعابر والحرمان من السولار
وظهرت خيام النازحين ومدارس الإيواء والأسواق وجل مرافق المخيم غارقة بالكامل مياه الصرف الصحي ، حيث يمر السكان والنازحون بصعوبة بالغة من بين المياه الملوثة التي تسللت إلى كل مكان.
وعزا رئيس بلدية جباليا مازن النجار ما حدث إلى إغلاق الاحتلال "الإسرائيلي" المعابر منذ أسبوعين في قطاع غزة، ما أدى الى انهيار الخدمة في البلديات سواء خدمات الصرف الصحي وضخ مياه الشرب لعدم الحصول على السولار الكافي لتشغيل غواطس مياه الآبار الصغيرة، حيث يوجد في نفوذ البلدية أكثر من 420 غاطس مياه في المخيم تقوم بتشغيلها بعد ما تدمرت كل الآبار الموجودة في نفوذها.
وأكد النجار أن الاحتلال عمل خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة على تدمير شبكات المياه والبنية التحتية ومحطات ضخ المياه الصرف الصحي وأضاف عليه إغلاق المعابر الذي يؤثر سلباً على ضخ مياه الصرف الصحي مما جعلها تتسرب إلى أحياء وأزقة المخيم.
انقطاع المياه المحلاة
مخاطر صحية وصفت بالكارثية تحيط بأهالي مخيم جباليا بفعل تسلل المياه الملوثة إلى مخيمات النزوح والبيوت والعيادات والأسواق المدمرة، فخلال حرب الإبادة، دمر جيش الاحتلال نحو 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي في القطاع، كما دمر نحو 88% من البنى التحتية ما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية بحسب بيانات بلدية غزة.
وأوقف انقطاع السولار ضخ مياه الشرب التي تحتاج يومياً 4 آلاف لتر من السولار، كما أوقف دفع عملية جمع النفايات وإزالة الأنقاض والركام من الشوارع
تهديد آخر تحدث عنه رئيس البلدية وهو عدم إمكانية تشغيل محطات المياه المحلاة التي قامت باستصلاحها أو استئجارها لتزويد السكان وتجمعات النازحين بالمياه الصالحة للشرب.
ويعاني سكان قطاع غزة من أزمات إنسانية متفاقمة منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بفعل شح المساعدات الإنسانية وقطعها عن نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون من قلة الطعام والشراب وسط مخاوف من اقتراب مجاعة وشيكة مع قرار الاحتلال إغلاق المعابر الحيوية لاستخدام أداة التجويع كوسيلة ضغط في مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.