أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان تقريره الأسبوعي، الذي رصد حجم عمليات الهدم والتطهير العرقي التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية خلال الفترة الواقعة بين 8 آذار/مارس 2025 – 14 آذار/مارس 2025، مشيراً إلى سياسة التطهير العرقي الصامت التي ينتهجها الاحتلال في المناطق المصنفة (ج).
وجاء في التقرير أن الإدارة المدنية "الإسرائيلية"، التي يتولى أمرها وزير المالية والاستيطان في وزارة الجيش "بتسلئيل سموتريتش"، لا تتوقف عن العمل، حيث تعتمد على شبكة من الوكلاء والمراقبين المنتشرين في جمعيات استيطانية متطرفة، مثل جمعية "ريغافيم"، لمراقبة البناء الفلسطيني، والتبليغ عنه تمهيداً لهدمه.
وذكر التقرير أن حكومة الاحتلال ترصد منذ سنوات ميزانيات ضخمة لهذه الأنشطة، تُقدَّر بعشرات الملايين من الشواقل، حيث توضع هذه الموازنات تحت تصرف مجالس المستوطنات والجمعيات الاستيطانية، بهدف تشكيل فرق ودوريات لمراقبة أعمال البناء الفلسطيني، وتزويدها بمعدات تصوير وتقنيات متطورة، من بينها الطائرات المسيرة.
أكثر من 8,765 منشأة فلسطينية هدمها الاحتلال في منطقة (ج)
وتضمن التقرير تقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) حول حجم عمليات الهدم والتطهير العرقي التي نفذها الاحتلال في الفترة بين 1 كانون الثاني/يناير 2010 و1 كانون الثاني/يناير 2025، حيث بلغت 8,765 منشأة فلسطينية مهدمة في المنطقة (ج)، أغلبها بحجة البناء دون ترخيص.
وبلغت عمليات الهدم نحو 3,107 منشآت زراعية و2,025 مسكناً مأهولاً ونحو 700 مسكن غير مأهول، كما تسببت في تهجير قرابة 10,000 فلسطيني، وتضرر منها نحو 192,548 آخرين.
وبحسب التقرير، توزعت أغلب عمليات الهدم كما يلي: 400 منشأة في خربة طانا شرق نابلس، و211 منشأة في خربة حمصة، و200 منشأة في تجمع أبو العجاج في الجفتلك، و154 في خربة الراس الأحمر، و148 في تجمع فصايل الوسطى، وجميعها في الأغوار، كما طالت عمليات الهدم 146 منشأة في محافظة الخليل جنوبي الضفة، و142 منشأة في بلدة عناتا شمال شرق القدس، وتوزعت باقي المنشآت على باقي محافظات الضفة.
وفي مدينة القدس المحتلة، سلط التقرير الضوء على تصعيد عمليات الهدم والاستيلاء على الأراضي، حيث أُجبر عدد من الفلسطينيين على هدم منازلهم ذاتياً، منهم مهران أبو رجب من واد ياصول في سلوان، وأحمد جلاجل من حي البستان في سلوان، وأسامة جبران من بلدة صور باهر.
كما نصب مستوطنون خيمتين جديدتين على أراضي قرية جبع شرقي القدس، وكسروا أشجار زيتون، ومنعوا أصحاب الأراضي من الوصول إليها.
وفي عناتا، شنت سلطات الاحتلال حملة هدم طالت عشرات البسطات، حيث صودرت البضائع، وأُتلفت كميات كبيرة منها، في استهداف للباعة الفلسطينيين.
وفي مدينة الخليل، رصد التقرير استمرار اعتداءات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، حيث سرق مستوطنون 13 رأساً من الأغنام تعود للفلسطيني فايز حمادين في خربة الفخيت، وهاجموا عمال شركة كهرباء الجنوب في يطا، وألحقوا أضراراً بمركبات الشركة، وأطلقوا مواشيهم في أراضي الفلسطينيين في مسافر يطا، واعتدوا جسدياً على عدد من السكان، وأصيب متعب رشيد برضوض وكدمات نتيجة الاعتداء عليه بالضرب المبرح، كما أصيب علي صباح رشيد وزوجته برش غاز الفلفل من قبل المستوطنين.
وفي بيت لحم، أغلق المستوطنون طريق برية المنيا بالحجارة لمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، واحتجزت قوات الاحتلال عدداً من المزارعين أثناء عملهم في أراضيهم في بلدتي نحالين وحوسان، ومنعتهم من تقليم أشجارهم في منطقة بانياس، واعتدت عليهم جسدياً.
وفي رام الله، واصل المستوطنون اعتداءاتهم، حيث أضرموا النار في ثلاث مركبات فلسطينية في قرية أم صفا، وأطلقوا الرصاص على منازل الفلسطينيين في القرية نفسها، ودمروا خط المياه الرئيسي المغذي للقرية.
وفي نابلس، هدمت جرافات الاحتلال 5 منشآت سكنية و7 بركسات في خربة الطويل جنوب نابلس، وشرعت بتجريف أراضٍ في قرية مادما واقتلاع أشجار الزيتون، كما أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أراضي حوارة، حيث نصبوا خياماً وبيوتاً بلاستيكية على قمة جبل رأس زيد.
وفي سلفيت، اقتحم مستوطنون قرية حارس غرب سلفيت، واقتلعوا 100 شجرة زيتون وسرقة أدوات زراعية وخزانات مياه.
وفي الأغوار الشمالية، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة البرج، وهدمت خيمتين سكنيتين، مطبخاً، ووحدة صحية، وأجبرت عزت رشايدة على هدم الطابق الثالث من منزله في بردلة، وسرق مستوطنون صهريج مياه من الفلسطيني معاذ عبد الغني عواودة، وأصدرت "الإدارة المدنية" إخطارات هدم جديدة في العوجا.
وبينت هذه الأحداث إلى تصعيد ممنهج يتبعه الاحتلال في عمليات الهدم والتهجير القسري في الضفة الغربية، ضمن مخطط لإفراغ المنطقة (ج) من الفلسطينيين. ويؤكد التقرير أن الاحتلال يواصل سياساته التوسعية على حساب الوجود الفلسطيني، وسط غياب أي مساءلة دولية.