استشهد تسعة فلسطينيين، بينهم صحفيون، اليوم السبت 16 آذار/مارس، في مجزرة "إسرائيلية" ارتكبها جيش الاحتلال عبر استهداف مزدوج بالرصاص الحي والقصف بواسطة طائرات مسيرة، استهدف بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف استهدف فريقًا إغاثيًا كان يوزع خيامًا مؤقتة على أصحاب المنازل التي دمرها الاحتلال، حيث أطلقت طائرة مسيرة تابعة للاحتلال الرصاص الحي على الأهالي في بيت لاهيا، قبل أن تقصف مركبة، ما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص، بينهم الصحفيون محمود إسليم، ومحمود السراج، وبلال عكيلة، الذين كانوا برفقة الفريق الإغاثي أثناء توثيقهم لعمليات توزيع المساعدات الإنسانية.
استهداف الصحفيين لمنع نقل الحقيقة
بدوره، أدان مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPS) استهداف الاحتلال لثلاثة صحفيين بغارة جوية أثناء توثيقهم لأنشطة إغاثية شمال غزة.
وأكد المركز أن الصحفيين كانوا يوثقون عمليات إغاثية إنسانية لمتضرري حرب الإبادة، مشددًا على أن استهداف الصحفيين يهدف إلى عرقلة نقل المعلومات ومنع العالم من الاطلاع على حقيقة ما يجري في غزة.
وفي بيان صادر عنه، اعتبر المركز أن هذا الاستهداف جريمة حرب تهدد حرية الصحافة والعاملين في الإعلام والإغاثة، مطالبًا المجتمع الدولي بـإدانة الهجوم وفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين عنه.
حماس: المجزرة تصعيد خطير وانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار
من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا، ووصفتها بأنها امتداد لجرائم الحرب المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وتصعيد خطير يهدد اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي بيان مقتضب، اعتبرت الحركة أن تصاعد الجرائم "الإسرائيلية"، التي أودت بحياة أكثر من 150 شهيدًا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، يضع الوسطاء والأمم المتحدة وكافة الأطراف المعنية أمام مسؤولياتهم لوقف العدوان.
وطالبت الحركة الوسطاء بالتحرك العاجل والضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه والمضي قدمًا في مراحل اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة الخروقات اليومية التي يرتكبها الاحتلال، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ 19 كانون الثاني/يناير 2025. وقد انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما يواصل الاحتلال المماطلة في بدء المرحلة الثانية، ويعطل تنفيذ البروتوكول الإنساني.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن المستشفيات استقبلت 19 شهيدًا خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم 7 شهداء جدد، و12 آخرون جرى انتشالهم من تحت أنقاض المنازل المدمرة، فيما أصيب 26 شخصًا جراء انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.
ووثقت الوزارة ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة على قطاع غزة إلى 48,543 شهيدًا و111,981 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.