شهدت ساحة 18 آذار في مدينة درعا، أمس الأحد، وقفة احتجاجية نظّمتها حملة "من أجل سوريا" للمطالبة بالكشف عن مصير المعتقلين والمختفين قسراً في سجون النظام السوري السابق، وذلك بحضور واسع لعائلات الضحايا والمتضامنين.
ولم تقتصر المشاركة على أهالي درعا، بل حضر عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، سواء من مخيم درعا أو من مخيمات ريف دمشق، مثل خان دنون وخان الشيح، حيث رفعوا صورا للمعتقلين الفلسطينيين والسوريين الذين فقدوا أثرهم في السجون ولم يظهر لهم أي أثر بعد سقوط النظام.
وعبّرت عائلات الضحايا عن غضبها ومطالبها بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. وقالت ابنة الشهيد المعتقل أحمد سرحان السوطي، وهو من أبناء مخيم درعا، موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "نحن أهالي مخيم درعا جئنا اليوم لنطالب الرئيس أحمد الشرع بمحاسبة قتلة المعتقلين الفلسطينيين والسوريين. ثلاثة من عائلتي قُتلوا في المعتقلات منذ عام 2013، وهم والدي وأخي وخالي."
كما تحدّثت شقيقة اللاجئ الفلسطيني المغيّب مجد الدين خليل فلّاحة عن مأساة شقيقها، الذي كان طالبا في السنة الثانية بكلية الاقتصاد حين اعتقلته المخابرات العسكرية، وجرى لصق تهمة "إرهابي" به، ليختفي منذ ذلك الحين دون أي معلومات عنه.
وقالت خلال الوقفة: "حتى الآن، لا نعرف عنه شيئاً، وليس لدينا جثمانه. أطالب السلطة الجديدة بمعاقبة كل المتورطين في هذه الجرائم."
ونقل مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين عن المشاركين مطالبتهم السلطة الجديدة في سوريا بملاحقة المسؤولين عن الاعتقالات والتغييب القسري، وإعطاء أولوية لملف المعتقلين وضمان محاسبة المتورطين.
وتشير التقديرات إلى أن النظام السوري السابق اعتقل بين 250 ألفاً إلى 300 ألف شخص، لا يزال معظمهم مجهولي المصير. كما وثّقت حملة الكشف عن مصير المعتقلين الفلسطينيين وجود 3,108 فلسطينيين معتقلين في السجون السورية، بينهم 333 مفقوداً، و633 شهيداً تحت التعذيب، جرى توثيقهم خلال السنوات السابقة. فيما لن يتبين مصير معظم المعتقين بعد سقوط النظام البائد.