ارتقى أكثر من 300 شهيداً ووقعت عشرات المصابين والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء في سلسلة غارات عنيفة وأحزمة نارية شنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على مناطق متفرقة من قطاع غزة في استئناف لحرب الإبادة بعد توقفها لأكثر من شهرين وسط مناشدات فلسطينية لوقف العدوان.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع منذ ساعات الفجر إلى 326 شهيدًا، جراء الاستهدافات والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من القطاع.
وأكدت الوزارة أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لا تزال تواصل عمليات البحث والإنقاذ، في ظل وجود عدد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة، وسط استمرار القصف الإسرائيلي المكثف.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف المجازر المتواصلة، وتوفير المساعدات الطبية العاجلة لمستشفيات القطاع التي تواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وركزت غارات الاحتلال وأحزمته النارية على استهدف خيام النازحين ومدارس إيواء مئات العائلات، إضافة إلى عدد من المساجد أسفرت عن وقوع مجازر عدة في جميع مناطق قطاع غزة.
وجنوبي قطاع غزة في مدينة خانيونس، ارتقى عشرات الأطفال، وسقط عشرات المصابين وصلوا إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني، جراء قصف الاحتلال لعدد من خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس.
وفي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس طال استهداف آخر منازل الفلسطينيين حيث ارتقى عدد من الشهداء جراء قصف جيش الاحتلال لمنزلي عائلتي سليمان وأبو طير.
ووسط قطاع غزة، وصلت عشرات الإصابات إلى مستشفى العودة في النصيرات، جراء استهداف منازل الفلسطينيين في مخيمي النصيرات والبريج.
وأفادت المصادر الطبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، أن 14 شهيدًا وصلوا إلى المستشفى إثر قصف خيمتين جنوب القطاع، إضافة إلى أكثر من 70 جريحًا، بعضهم في حالة خطيرة، أصيبوا جراء استهداف منازل السكان في المخيم.
وفي شمالي قطاع غزة تلقت مستشفى العودة بتل الزعتر في مخيم جباليا، 8 شهداء من بينهم 6 أطفال، وعشرات المصابين نتيجة استهداف منازل الفلسطينيين.
وفي مدينة غزة، استشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة، وثلاثة منازل في شارع الصناعة بحي تل الهوى.
وفي ظل ذلك حذر مدير مستشفى الشفاء بغزة الدكتور محمد أبو سلمية من منظومة صحية منهكة، وتعاني من نفاد الأدوية وعجز المستشفيات عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين حيث تمتلئ غرف العمليات بالكامل.
مطالبات للوسطاء بالتدخل لوقف استئناف الحرب على غزة
ومن جهتها دعت حركة حماس على لسان عضو مكتبها السياسي عزت الرشق الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم للتظاهر رفضا لاستئناف حرب الإبادة في قطاع غزة.
وقال الرشق في بيان حركة حماس: إن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يستخدم الحرب على غزة قارب نجاة له من أزمات سياسية داخلية حتى وإن كان هذا الأمر يعني التضحية بالمحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة في القطاع الفلسطيني".
وأضاف: "لم يكتفِ نتنياهو بمنع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، بل قام بقصف الأطفال وهم نيام، مما أدى إلى استشهادهم. كما لم يحترم المحتل تعهداته، ولم يفِ بالتزاماته تجاه الوسطاء والمجتمع الدولي".
وتابع: "هذه الجريمة البشعة تستوجب من الدول العربية والإسلامية، وكذلك المجتمع الدولي، التحرك العاجل لوقف التوحش الصهيوني النازي، وإنهاء حرب الإبادة التي تُشن ضد المدنيين الأبرياء".
وشدد على أن الوسطاء مطالبون بكشف الحقائق حول انقلاب نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار، وتحمل نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تصعيد الأوضاع في غزة والمنطقة.
وبدوره، طالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالخروج من دائرة الصمت والتحرك الفوري لوقف هذه المجازر ومحاسبة قادة الاحتلال.
واستنكر الإعلامي الحكومي المجازر الوحشية التي يواصل ارتكابها جيش الاحتلال في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لحصار كارثي خانق في ظل منع الاحتلال دخول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، ما يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل.
وقال الإعلام الحكومي في بيان منفصل: "إن الاحتلال الإسرائيلي ينقض اتفاق وقف إطلاق النار، ويواصل الإبادة الجماعية بحق المدنيين".
وأوضح الإعلام الحكومي أن عدداً كبيراً من الشهداء لم يصل المستشفيات بعد بفعل صعوبة الوضع الإنساني الميداني وشل قطاع المواصلات؛ بسبب انعدام توفر الوقود في جميع محافظات قطاع غزة.