عاد الهدوء إلى مخيم البداوي شمال لبنان صباح اليوم الثلاثاء، 18 آذار/مارس، بعد ليلة شهدت اشتباكات مسلحة بين شبان من المخيم وآخرين من منطقة وادي النحلة المحاذية، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، فيما شهدت المنطقة انتشاراً مكثفاً لعناصر الجيش اللبناني في المنطقة. حسبما أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.

وشهد المخيم حالة إغلاق شامل اليوم الثلاثاء عقب الاشتباكات، حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تعليق الدوام في جميع مدارسها ومراكزها، بما في ذلك رياض الأطفال، كما أغلقت المؤسسات الأهلية داخل المخيم أبوابها حفاظًا على سلامة السكان.

واندلعت الاشتباكات مساء أمس الاثنين إثر قيام أحد شبان وادي النحلة، الملقب بـ"العسكري" ومنتمٍ إلى عشيرة (آل سيف)، باعتراض شاحنة مساعدات مقدمة من الحكومة الإيرانية كانت متجهة إلى المخيم، تحمل أعلام إيران وصوراً لزعيم حزب الله اللبناني الراحل حسن نصر الله، حيث أقدم على مصادرتها.

العسكري مخيم البداوي.png

وأثار ذلك رد فعل من أحد شبان المخيم الذي أطلق النار على منزل "العسكري"، ما أدى إلى تفجر الاشتباكات بين مسلحين من الجانبين.

وظهر "العسكري" في مقطع فيديو في أثناء مصادرة الشاحنة، ما أثار غضب أهالي المخيم، وأدى إلى تصاعد التوتر، ومع احتدام الاشتباكات، تدخلت القوى الأمنية اللبنانية لضبط الأوضاع ومنع تفاقم الأزمة.

وأدت الاشتباكات إلى إصابة شخص، واندلاع حرائق في سيارات أصيبت خلال الاشتباك، وعملت فرق الدفاع المدني الفلسطيني على إطفاء الحرائق.

عمل الدفاع المدني الفلسطيني على اطفاء السيارات المشتعلة جراء الاشتباكات بمحيط مخيم البداوي.jpg

تأكيدات على فردية الحادث وعمق العلاقات بين وادي نحلة والمخيم

وفي أعقاب الاشتباكات، أصدرت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في منطقة الشمال بياناً أكدت فيه استنكارها للحادثة، معتبرة أنها تصرف فردي لا يمثل أهالي وادي النحلة.

وشدد البيان على عمق العلاقات التاريخية والاجتماعية بين المخيم والمنطقة، مؤكداً أن القضية محددة بالأفراد الذين اعتدوا على شاحنة المساعدات، ودعت الفصائل واللجان، القوى الأمنية اللبنانية إلى ملاحقتهم لمنع تكرار مثل هذه الأحداث.

وجاء في البيان: "إننا في الفصائل الفلسطينية نستنكر هذا التصرف الفردي الذي لا يعبر عن قيم الأخوة والجوار التي تجمعنا بأهلنا في وادي النحلة منذ عقود طويلة. ونؤكد أن هذه الحادثة فردية، ولا تعكس أخلاق أهل المنطقة الذين لطالما وقفوا إلى جانب شعبنا الفلسطيني، واحتضنوه في مختلف المحطات الصعبة. وندعو الجميع إلى التحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء أي محاولة لزرع الفتنة بين الأشقاء".

كما شدد البيان على أهمية معالجة القضية بالطرق الأخوية والقانونية، مؤكدًا أن التكافل الاجتماعي بين الفلسطينيين وأهالي الجوار هو الضامن الوحيد لاستقرار المنطقة.

بدورها، أصدرت لجنة مسجد الهدى في وادي النحلة بياناً باسم الأهالي، أكدت فيه رفضها لما جرى، ووصفت الحادث بأنه تصرف فردي لا يمثل أهالي وادي النحلة.

وشدد البيان على أواصر الأخوة والجوار بين الطرفين، مستشهداً بالمواقف التاريخية التي جمعت أهالي المنطقة بالشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948.

وجاء في البيان: "إن ما حصل من بعض الشباب هو عمل فردي لا يعكس رأي أهل المنطقة، وهو غيمة صيف عابرة لن تؤثر على علاقاتنا التاريخية والأخوية. فالذي يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا، وعدونا المشترك هو الاحتلال الإسرائيلي ومن يسانده".

وختم البيان بالتأكيد على ضرورة ضبط النفس والتعاون لما فيه مصلحة الجميع، موجهًا الشكر إلى أهالي المخيم على تفهمهم وتعاونهم.

كما أكدت مصادر محلية أن هناك اتصالات تجري بين مختلف الأطراف لضمان عدم تطور الأمور مجدداً، مع تأكيد الأطراف جميعها على رفض الفتنة وضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد