مخيم الجليل في رمضان.. دعم المغتربين والجمعيات لا يخفف وطأة الغلاء

الأربعاء 19 مارس 2025
من مشاريع "إفطار صائم" في مخيم الجليل
من مشاريع "إفطار صائم" في مخيم الجليل

تتفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في البقاع اللبناني، مع دخول النصف الثاني من شهر رمضان، حيث تجد العديد من العائلات نفسها عاجزة عن تأمين احتياجاتها الأساسية وسط ارتفاع الأسعار.

في ظل هذه الظروف، يعوّل بعض السكان على مساعدات أبنائهم المغتربين، بينما تسعى الجمعيات واللجان الشعبية إلى تقديم الدعم للعائلات الأكثر حاجة.

الأساسيات على الموائد صعبة المنال

تقول اللاجئة الفلسطينية عليا، متحدثة عن تأثير الغلاء على العائلات: إن الأساسيات على الموائد في رمضان كأطباق الخضار صارت مفقودة، "صحن الفتوش صار يكلف 200 ألف، وكيلو البندورة بـ 100 ألف، والفقير ما قادر يشتري."

من جهته، يؤكد أحد أصحاب المحال التجارية أن تأمين الاحتياجات اليومية صار عبئا يفوق قدرة العديد من العائلات، مشيراً إلى أن "الكثير من الأسر لم تعد قادرة حتى على إعداد طبق الفتوش، بعدما بات يكلف ما بين 300 و400 ألف ليرة."

ويصف أصحاب المحال التجارية في المخيم حالة الركود التي أصابت الأسواق نتيجة الغلاء الفاحش. يقول صاحب ملحمة في المخيم: "الناس لا تزال تشتري اللحوم، لكن ليس كما في السنوات الماضية، بالأمس كان سعر كيلو اللحمة 900 ألف، واليوم ارتفع إلى مليون ومئة ألف! اللحمة، الدجاج، الخضار... الأسعار أصبحت جنونية!"

ورغم الصعوبات، يؤكد أن رمضان يظل شهر التكافل، مشيراً إلى أن سكان المخيم، رغم تفاوت أوضاعهم المعيشية،"يساعدون بعضهم البعض بقدر المستطاع، كما تعمل الجمعيات واللجان الشعبية على دعم العائلات المحتاجة."

دعم المغتربين والتكافل يخففان وطأة الفقر

اللاجئ حسام جحا يصف الأوضاع الصعبة في المخيم، خاصة بين العائلات التي لا تمتلك أقارب في الخارج لدعمها بالقول: "هناك عائلات تتلقى مساعدات من أبنائها المغتربين، لكن هناك من لا يجد أي معيل، العيد صار قريبًا، فكيف يمكن لمن لديه أربعة أطفال أن يؤمّن لهم ملابس جديدة وأحذية؟ المبلغ المطلوب كبير، ومع الغلاء، ازدادت الأمور تعقيداً."

موضوع ذو صلة: العتمة تحاصر اللاجئين في مخيم الجليل ببعلبك: بين المعاناة والعجز

في محاولة لتخفيف معاناة اللاجئين، أوضح خالد عثمان، أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة البقاع في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أن اللجان الشعبية تعمل بالتعاون مع دائرة اللاجئين على تقديم المساعدة خلال الشهر الفضيل، حيث تم توزيع نحو 150 حصة غذائية، إضافة إلى وجبات جاهزة للعائلات الأكثر حاجة، كما شملت المساعدات 75 فروجاً، و150 صينية أفخاذ دجاج، بالإضافة إلى 150 كيس بطاطا (يحتوي كل كيس على 10 كيلوغرامات)، وذلك لدعم الأسر الفقيرة في المخيم.

في ظل هذه الأوضاع الخانقة، تواصل العائلات في المخيم الاعتماد على دعم المغتربين والجمعيات الخيرية، فيما يبقى التكاتف الاجتماعي الملاذ الأخير لتجاوز الأزمة، مع عقد الآمال بأن يحمل الشهر الفضيل مزيدًا من التخفيف عن كاهل اللاجئين الفلسطينيين، الذين تتدهور الأوضاع الاقتصادية لمعظمهم، لا سيما في ظل تقليص المساعدات التي تقدمها وكالة "أونروا" وارتفاع نسبة البطالة، وفقدان الكثير من أعمالهم بعد الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان.

مراجعة: هيئة التحرير

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد