تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، اليوم الجمعة 21 آذار/ مارس، شن غاراتها العنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مع دخول اليوم الرابع من استئناف حرب الإبادة "الإسرائيلية"، بالتزامن مع عملية برية ينفذها الاحتلال شمالي وجنوبي القطاع، وسط أوضاع إنسانية وصحية كارثية يعيشها الفلسطينيون.
في شمالي القطاع، توغلت آليات الاحتلال في المناطق الغربية من بيت لاهيا، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف استهدف المنطقة.
وأفادت مصادر محلية بأن الأهالي وطواقم الإسعاف نقلوا جثامين أكثر من 50 شهيدًا إلى المستشفى الإندونيسي، نتيجة الغارات على بيت لاهيا منذ فجر اليوم، إضافة إلى عشرات المصابين، في وقت تواجه فيه الطواقم الطبية صعوبات كبيرة في التعامل مع الإصابات؛ بسبب نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية.
وفي هذا السياق، قال مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان إن المستشفى استقبل 43 شهيدًا و82 جريحًا خلال الليلة الماضية، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال دمرت أجهزة الأوكسجين ومعدات حيوية أخرى، ما فاقم من معاناة الطواقم الطبية. وأضاف أن الوضع في غزة كارثي والمنطقة تتعرض لإبادة جماعية.
أما في جنوب القطاع، يواصل جيش الاحتلال عمليته البرية بعد إصداره أوامر إخلاء قسري لسكان عدة مناطق في خانيونس، فيما توغلت آليات الاحتلال داخل المخيم الغربي في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر محلية بوقوع إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال جنوب شرقي مخيم المغازي للاجئين.
وفي مدينة غزة، قصفت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" منازل في "شارع الصناعة" بحي تل الهوى جنوب غرب المدينة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن بالأمس عن ارتفاع حصيلة الشهداء خلال 72 ساعة من العدوان إلى 591 شهيدًا، إضافة إلى 1042 مصابًا وصلوا إلى المستشفيات، في حين لا يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الأنقاض، وسط عجز فرق الإنقاذ عن انتشالهم؛ بسبب انعدام الوقود وتعطل معدات الدفاع المدني.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن تجاوزت 70% من إجمالي الضحايا، نتيجة المجازر المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال في مختلف أنحاء القطاع.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في غزة، روزاليا بولين، إن أكثر من 200 طفل فلسطيني قُتلوا في القطاع منذ يوم الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي استأنفت فيه "إسرائيل" عدوانها على غزة.
تحذيرات من نفاد الدقيق في غزة
من جانبها، حذّرت وكالة "أونروا" من قرب نفاد كميات الدقيق التي توزعها على سكان غزة، مشيرة إلى أن الكمية المتوفرة لا تكفي سوى لستة أيام مقبلة فقط.
وقال سام روز، المسؤول في "أونروا"، في تصريح للصحفيين من وسط غزة عبر جنيف: "يمكننا تمديد هذه الكمية من خلال تقليل الحصص، لكننا نتحدث عن أيام وليس أسابيع".
ودعت "أونروا" إلى السماح بتدفق المساعدات الإنسانية فورًا ووقف إطلاق النار، من أجل تجنّب المزيد من المعاناة الإنسانية في القطاع.