يتعرض مخيم العين للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية لحملة "إسرائيلية" عسكرية في إطار العدوان الموسع الذي يشن على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية ضمن مسعى لتغيير معالمها الجغرافية ونزع صفة اللجوء من سكانها.
وفي الأيام الماضية شن جيش الاحتلال حملة عسكرية استمرت لعدة أيام على مخيم العين وشن مداهمات موسعة لمنازل الفلسطينيين وعاث بها خراباً كما اعتدى خلالها على عدد من الفلسطينيين بالضرب المبرح حيث تعاملت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني مع ثلاث إصابات إحداها بالرصاص واثنتين بالضرب.
وكان شهود عيان قد أبلغوا باقتحام قوات خاصة "إسرائيلية" مخيم العين وأطلقها الرصاص الحي في أكثر من موقع، وتفتيشها منازل الفلسطينيين واعتقالها اثنين منهم.
وآنذاك حول جيش الاحتلال مخيم العين لمعسكر انتشرت فيه أعداد كبيرة من قوات الاحتلال "الإسرائيلي" التي اقتحمت عشرات المنازل وأجبرت أعداداً كبيرة من العائلات على مغادرة منازلها وثم حولتها إلى ثكنات عسكرية وأخبرت أصحابها بعدم العودة إليها بشكل نهائي.
تهجير قسري
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال أجبر نحو 80 عائلة فلسطينية على الخروج من منازلهم في مخيم العين وأكد عدد من الأهالي الذين خرجوا من منازلهم أن جيش الاحتلال أوعز بعدم السماح بعودتهم مرة أخرى ولم يسمح لهم بأخذ حاجياتهم فيما شن عمليات اعتقال طالت عشرات الشبان الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن الجيش "الإسرائيلي" نيته هدم 85 منزلاً في مخيم العين بزعم شق طرق لإتاحة اقتحام المدرعات "الإسرائيلية" للمخيم، فيما يؤكد متابعون أن هذه الممارسات تندرج ضمن مخططات "إسرائيلية" لتدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتغيير جغرافيتها.
ويعتبر مخيم العين أول مخيم أنشأته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1950 على طول الطريق الرئيسي المؤدي من نابلس إلى جنين، ويقع ضمن حدود بلدية نابلس ويقطن في المخيم لاجئون فلسطينيون ينحدر بعضهم من مدن اللد ويافا وحيفا وبعض السكان ينحدرون من أصول بدوية.
ويطلق على مخيم العين عين بيت الماء وتعود تسميته إلى أنه كان يوجد عنده عين ماء كانت تعمل على تزويد اللاجئين باحتياجاتهم من الماء في بدايات المخيم، ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني المخيم فوق قطعة من الأرض قامت "أونروا" باستئجارها من الحكومة الأردنية.
ويواجه المخيم مشاكل حادة بسبب الاكتظاظ، حيث لا يفصل بين المساكن فيه سوى 0.2 متر فقط بالمعدل إضافة إلى أن شوارعه ضيقة للغاية لدرجة عدم وجود أرصفة جانبية فيه والمساحة في المخيم ضيقة للغاية وتبلغ نسبة البطالة في المخيم 25%.
ويتعرض مخيم العين لاعتداءات "اسرائيلية" متكررة حاله كحال مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية منذ أن شن جيش الاحتلال عدوان "السور الحديدي" على مخيمات شمالي الضفة الغربية في جنين وطولكرم ضمن مخطط للاحتلال للقضاء على معالم المخيمات وإعادة هندستها لتشكل امتداداً للقرى والبلدات المحيطة، بشكل يلغي وجودها كشاهد على قضية اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال يحول مخيم جنين إلى قاعدة عسكرية ويخلي منازل في مخيم طولكرم