أعلنت اتحادات العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في أقاليم عملها الخمسة عن تنظيم وقفة احتجاجية موحدة، غداً الأربعاء 26 آذار/مارس، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، في جميع مناطق عمليات الوكالة، تعبيراً عن رفضها لقرار فرض الإجازة الاستثنائية بدون راتب على موظفي غزة الذين اضطروا إلى مغادرة القطاع تحت وطأة الحرب "الإسرائيلية".
وشدّد المؤتمر العام لاتحادات العاملين، الذي يضم ممثلين عن العاملين في أقاليم سوريا والأردن ولبنان وغزة والضفة الغربية، في بيان صادر عنه، على أن القرار الذي بدأت الإدارة بتطبيقه اعتباراً من الأول من آذار الجاري، يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الموظفين، خاصة أن الغالبية العظمى منهم اضطروا إلى مغادرة غزة بشكل مؤقت، إما لتلقي العلاج أو لمرافقة ذويهم الجرحى إلى مصر أو دول أخرى.
وأكد المؤتمر العام أنه تواصل مع المفوض العام لـ"أونروا" والأمين العام للأمم المتحدة، مطالباً بإلغاء القرار وصرف رواتب الموظفين كاملة دون تأخير، إلا أن إدارة الوكالة أصرت على المضي في تنفيذ القرار.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية، التي تشمل جميع موظفي "أونروا" في مناطق العمليات الخمس، تعبيراً عن التضامن مع زملائهم المتضررين، وللمطالبة بإلغاء القرار بشكل فوري، مع التأكيد على ضرورة صرف الرواتب قبل عيد الفطر، وضمان عودة الموظفين المهجرين إلى غزة بأسرع وقت ممكن، من خلال التنسيق مع الحكومة المصرية. كما دعا المؤتمر العام إدارة الوكالة إلى السماح للموظفين بالعمل عن بعد، إلى حين عودتهم إلى أماكن عملهم الأصلية.
وفي إقليم الأردن، أعلن اتحاد العاملين المحليين التزامه الكامل بقرار المؤتمر العام، ووجّه دعوة إلى كافة الموظفين في المكاتب الإدارية والمراكز الصحية والمدارس والكليات والمخيمات للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية داخل أسوار المؤسسات التابعة لـ"أونروا".
وشدّد الاتحاد على ضرورة تنظيم مغادرة مبكرة للطلبة في المدارس والكليات، مع بقاء الكوادر التدريسية والإدارية داخل المؤسسات لتنفيذ الوقفة. كما طالب مدراء المدارس بإبلاغ الأهالي مسبقاً بضرورة التنسيق لنقل أبنائهم، مؤكداً أهمية رفع لافتات تندد بقرار الإدارة القاضي بوقف رواتب موظفي غزة المتواجدين في الخارج قسراً.
وأكد الاتحاد أن جميع الاجتماعات وورش العمل ستُعلّق خلال فترة الاحتجاج، مع توثيق الفعالية وإرسال الصور إلى الاتحاد لإثبات المشاركة.
أما في الضفة الغربية، فقد أعلن اتحاد العاملين هناك عن التزامه بتنفيذ الوقفة الاحتجاجية يوم غد الأربعاء في جميع القطاعات، بما في ذلك المدارس والمكاتب الإدارية، بحيث يتم وقف العمل في الساعة الأخيرة من الدوام الرسمي، استجابةً لقرار المؤتمر العام ورفضاً لتفعيل الإجازة الاستثنائية بدون راتب.
ومع استمرار إدارة "أونروا" في التمسك بموقفها، أكدت اتحادات العاملين أنها في حالة انعقاد دائم، وأن الإجراءات الاحتجاجية قد تتصاعد خلال الفترة المقبلة، لتشمل خطوات أكثر حدة، من بينها العصيان الإداري الشامل في جميع الأقاليم والرئاستين.
وشددت الاتحادات على أن هذه الوقفة لن تكون الأخيرة، وأن أي مساس بحقوق الموظفين الفلسطينيين سيواجه بتحركات تصعيدية أكبر، مجددةً رفضها التام لأي محاولات تهدف إلى تقويض "أونروا" أو إضعاف دورها في تقديم الخدمات للاجئين.
وفي مواجهة ما وصفته بـ"تعنت الإدارة"، دعت اتحادات العاملين جميع الموظفين إلى التضامن والمشاركة الفاعلة في الوقفة الاحتجاجية غداً، محمّلةً الإدارة مسؤولية أي تداعيات قد تنجم عن استمرارها في تنفيذ قرارات تمسّ حقوق العاملين.