يحل أول أيام عيد الفطر، فيما لا يزال أكثر من 40 ألف لاجئ فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس مهجرين قسراً من مخيماتهم، بفعل استمرار عدوان "السور الحديدي" الذي يشنه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية المحتلة منذ 21 كانون الثاني/ يناير 2025.

وقال مدير شؤون وكالة "أونروا" في الضفة الغربية " رولاند فريدريك" في بيان مقتضب اليوم الأحد 30 آذار/ مارس: إن عيد الفطر يحل وما تزال أكثر من 8 آلاف عائلة في شمالي الضفة الغربية مهجّرة قسرًا.

وأكد فريدريك في منشور عبر منصة (X) أنه كان من المفترض أن يجمع هذا العيد المبارك الأحبة في أجواء من الفرح، لكن صدى الغياب كان الحاضر في شوارع المخيمات، حيث غَدَت البيوت أنقاضاً وتفرقت العائلات.

وأضاف: أنه كما جرت العادة تواصل وكالة "أونروا" من خلال موظفيها في الميدان العمل على الأرض وتقديم المساعدة الطارئة للنازحين، مؤكداً أن اللاجئين الفلسطينيين يحتاجون إلى الحماية من العنف مطالباً السماح لهم بالعودة إلى منازلهم التي هجروا منها قسراً.

الاحتلال يهاجم أهالي مخيم جنين بقنابل الغاز أثناء زيارة قبور الشهداء

وفي مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة، حيث يستمر العدوان "الإسرائيلي" على المخيم لليوم الـ 69 على التوالي تتواصل عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.وقالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين في بيان لها: إن قوات الاحتلال ألقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الأهالي الذين توجهوا لزيارة قبور الشهداء في المخيم صبيحة عيد الفطر.

وأكدت وقوع عدد من الإصابات بحالات اختناق، من بينهم الصحفية نور الفارس، ما استدعى نقلها لمستشفى ابن سينا، لتلقي العلاج.

وأفادت اللجنة الإعلامية بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة العسكري مصحوبة بصهاريج مياه، إلى محيط مخيم جنين، فيما تواصل عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم، وتوسيع الطرق، لإدخال آلياتها العسكرية.

وفي غضون ذلك، أكدت اللجنة الإعلامية أن عمليات الاعتقال في محافظة جنين تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث تشن قوات الاحتلال اعتقالات شبه يومية في المدنية وباقي بلدات وقرى المدينة.

وكانت قوات من جيش الاحتلال قد اقتحمت بلدة رمانة في مدينة جنين واعتقلت الشاب عمر ابو عصبه، بعد محاصرة منزل ذويه.

وجراء العدوان المستمر، وصل عدد النازحين من المخيم إلى 21 ألف نازح، وأصبحت 3,250 وحدة سكنية بمخيم جنين غير صالحة للسكن بفعل التدمير والحرق خلال العدوان المستمر.

فيما أسفر عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها المستمر منذ 69 يوماً عن 36 شهيداً اثنان منهم برصاص قوات أمن السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

أوامر إخلاء لحارات في مخيم نور شمس مع قدوم العيد

وفي مدينة طولكرم ومخيميها، يستمر عدوان الاحتلال على مخيم طولكرم منذ 63 يوماً وعلى مخيم نور شمس منذ 50 يوماً، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة، وانتشار واسع للآليات "الإسرائيلية"، بالإضافة إلى نصب الحواجز وشن حملات دهم واعتقال.

وبحسب مصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة جبل الصالحين بمخيم نور شمس ووجهت تهديدات مباشرة لعدد من العائلات بإخلاء منازلها، وأمهلتهم حتى الساعة الثامنة صباحا من أول أيام العيد للمغادرة.

وفي الأثناء شرع جيش الاحتلال عبر جرافاته بارتكاب أعمال تخريب واسعة في مناطق عدة داخل المخيم ما ألحق أضرارا بالبنية التحتية المدمرة سابقا، في الوقت الذي تمركزت الجرافات في منطقة جبل النصر.

مخيم في طولكرم.jpg

ونشر جيش الاحتلال قواته الراجلة في شوارع بمخيم نور شمس، ونفذ عمليات تمشيط وتفتيش مكثفة، وسط إطلاق القنابل الصوتية لترويع الفلسطينيين وعرقلة حركة تنقلهم.

في مخيم طولكرم، يستمر الانتشار والتوغل "الإسرائيلي" داخل الحارات وسط مداهمات للمنازل وتخريب محتوياتها، والاستيلاء على عدد منها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بعد طرد سكانها منها بالقوة.

وأسفر العدوان المستمر على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينياً بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، الى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة.

كما دمرت البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، وبلغ حجم الأضرار نحو 396 منزلاً دمروا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد