عمّ الإضراب الشامل في بعض المخميات الفلسطينية شمالي وجنوبي لبنان بدعوة من الحراكات الشعبية تضامناً وإسناداً لأهالي قطاع غزة واستنكاراً للمجازر "الإسرائيلية" المتوحشة بحق الأطفال والنساء داخل القطاع، حيث شهدت مخيمات نهر البارد والبداوي شمالاً وعين الحلوة والمية ومية بصيدا والبص جنوباً، إقفالاً تاماً لمدارس وكالة "أونروا" وبعض المحلات التجارية والمؤسسات والهيئات التربوية، التزاماً بالإضراب في نوع من التضامن والتكاتف مع أبناء قطاع غزة.
وقال مسؤول الحراك الشعبي في مخيم نهر البارد محمد ميعاري: إن مخيمات الشمال التزمت التزاماً كاملاً بالإضراب الذي دعت إليه الحراكات الشعبية حيث لم يتوجه الطلاب الى المدارس بتاتاً، والتزموا بالإضراب.
وأضاف: إن 70 % من المحلات التزمت بالاضراب لغاية الساعة الواحدة ظهراً، أما المؤسسات والهيئات التربوية التزمت بالإضراب باستثناء المجمع التربوي في شارع أبو الفوز في مخيم نهر البارد، كما أن المدارس ورياض الأطفال التزمت التزاماً تاماً.
وأوضح أن الإضراب اليوم هو خطوة بسيطة تعبيراً عن وقوف المخيمات الفلسطينية من شباب وطلاب ونساء مع أبناء شعبهم المكلوم في قطاع غزة الذين يذبحون أمام مرأى العالم أجمع دون أن يلتفت لهم أحد من الأنظمة الغربية والعربية، متابعاً: "نحن نشعر بالحزن والأسى إزاء ما يحصل، ولعل إضراب اليوم يوصل الصوت بأن أهالي غزة يتعرضون لإبادة وسط عالم صامت".
وكشف ميعاري عن حركات تضامنية في مخيمات الشمال ستنطلق اليوم عند الساعة السادسة مساءً للوقوف تضامناً مع أبناء غزة، قائلاً: "إن معظم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات يتفاعلون ويشاركون بهذه الفعاليات من باب الواجب الوطني والإنساني، إذ إن قطاع غزة بحاجة في أي وقت مضى للوقوف معه".
جنوبا ًوفي مدينة صيدا تحديداً، شاركت مخيما عين الحلوة والمية ومية ومدارس "أونروا" بصيدا بالإضراب، وأكد عضو الحراك الشعبي في مخيم عين الحلوة ابراهيم أبو الحن لموقعنا: إن مخيمات صيدا التزمت بالإضراب من محلات تجارية وهيئات ومؤسسات بالإضافة الى مدارس "أونروا" وكما انضمت إليهم مدينة صيدا.
وقال: نريد من هذا الإضراب تحريك الشارع وأن يتذكر دوماً اهل غزة فهم يعانون ويذبحون ويقتلون يوميا نريد ان يتوقف نهر الدم المتدفق في غزة والعالم من حولنا نيام .
وأضاف: إن يوم الاثنين القادم سيكون يوم إضراب عالمي حيث ستغلق كل المؤسسات والمدارس والمحال في المخيمات وسنخرج لكل الساحات في المخيم وخارج المخيم، للمطالبة بإيقاف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة ، والإضراب سيتم في 12 مخيماً فلسطينياً في لبنان من الرشيدية جنوباً حتى نهر البارد شمالاً، مضيفاً: "آن الأوان بأن نقف على قلب رجل واحد حتى يصوب العالم أنظاره للجرائم الإسرائيلية المتصاعدة بوحشية في قطاع غزة".
وأغلق اللاجئ الفلسطيني محمد عمر محله التزاماً بالإضراب، وهو يملك محلاً لتصليح الهواتف، يقول محمد لموقعنا: إن مشاركته في الإضراب واجب، وغزة تستحق ان نقدم لأجلها دماً ومالاً، مضيفاً: "أنا أغلقت محلي ليوم واحد بينما هناك في قطاع غزة لا يستطيعون فتح بسطة صغيرة بسبب الحصار والقصف المتواصل، ويموتون كل يوم، ألا يستحق أهل غزة أن نقف معهم ولو بإضراب بسيط، ماذا سنقول لله يوم العرض الأكبر، أيعقل أن نخذلهم وهم أبناء قضيتنا وجلدتنا؟".
وتابع: معظم المحلات في السوق أغلقت، وهي خطوة جميلة ومعبرة، وإجمالاً السوق اليوم كان قليل الحركة التزاماً بالإضراب، وعلى أمل أن يكون قد وصل صوتنا وشاركنا ولو بشيء بسيط في نصرة قطاع غزة وشعبه".