شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، يوم الاثنين 7 نيسان/أبريل، استجابة واسعة وشبه شاملة لدعوات الإضراب العالمي من أجل غزة، تنديداً بالمجازر المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين في القطاع. كما استجابت بعض المؤسسات التجارية الخاصة في البلاد، رغم التحذيرات الرسمية من المشاركة ومحاولة منع انخراط الأردنيين في الإضراب.
وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي، لبّى أهالي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومناطق أردنية متعددة دعوات الإضراب التي انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد تحدّى المواقف الرسمية التي شككت في جدوى الإضراب، وحذّرت من تأثيره على الاقتصاد المحلي.
وسُجّلت نسب استجابة شبه كاملة في مخيم البقعة شمال العاصمة عمّان، وكذلك في مخيم الوحدات، حيث أُغلقت المحال التجارية، وتوقفت الحياة العامة، في تعبير شعبي عن التضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ شهور لحرب إبادة مدمّرة. وشمل الإغلاق أيضاً مخيمي السوف والحصن في محافظة إربد شمالي البلاد.
كما شهد مخيم حطين (شنلر) في محافظة الزرقاء إغلاقاً شاملاً، في استجابة ليوم الإضراب العالمي المساند لغزة التي تتعرض لإبادة جماعية.
ورغم الجدل الذي أثارته التحذيرات الحكومية من الإضراب، شاركت العديد من المؤسسات التجارية في أنحاء متفرقة من الأردن، معلنة تضامنها مع الضحايا في غزة، ورفضها للصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وفي بيان صدر اليوم، أعربت "اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية في الأردن"، وهي الجهة الداعية للإضراب، عن استهجانها لما وصفته بـ"محاولات السلطات الأردنية منع الإضراب"، مشيرة إلى أن تلك المحاولات وصلت حدّ تهديد بعض عائلات المتضامنين، من بينهم الإعلامي محمد أبو عريضة.
وجاء في البيان:"بدلاً من أن تقوم السلطات بترجمة ما تعلنه من مواقف مع غزة، وعدم التدخل لمنع يوم الإضراب العام العالمي، الذي تشارك فيه شعوب حرة من مختلف دول العالم، قامت بالعكس تماماً، ووصل الأمر إلى عائلات بعض المتضامنين".
وأضاف البيان:"إن دفن الرأس في الرمال، والمراهنة على العلاقات المعروفة مع واشنطن لا يحمي الأردن من التهديدات الصهيونية، بل المطلوب هو الانفتاح على الشعب، والمغادرة الفعلية للأوهام السياسية السابقة، والالتزام بالواجب القومي والإنساني تجاه غزة وما تتعرض له من حملات إبادة همجية من قبل العدو الصهيوني وداعميه الإمبرياليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية".
وجاءت الدعوة إلى الإضراب من خلال بيان متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حمل توقيع "اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية"، دعا فيه الشعب الأردني إلى التوقف عن العمل والمشاركة في الإضراب. وجاء فيه:
"يا جماهير شعبنا الأبي، نناشدكم بالتوقف عن العمل وإنجاح الإضراب العام غداً الاثنين، تضامناً مع الشعب العربي الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي من قبل العدو الصهيوني، وبدعم ومشاركة من الولايات المتحدة، لمواجهة المشاريع الإمبريالية - الصهيونية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية واستباحة السيادة الوطنية الأردنية".
وتابع البيان:"لنجعل يوم الاثنين، السابع من نيسان، يومًا للغضب الإنساني ضد اللاإنسانية والفاشية الصهيو-أمريكية، وليكن يوم الاثنين يوماً لفلسطين، ويوماً للإنسان والأرض في عموم أراضي فلسطين".
كما دعا "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، وهو ائتلاف من القوى الحزبية والنقابية، إلى المشاركة في الإضراب، وجاء في بيانه: "ليكن يوم الغضب الأردني يوم الصرخة الحرة، يوم الشعب الذي لا يساوم ولا يهادن. لنعلن للعالم أن الدم ليس رخيصًا، وأن كرامتنا لا تُداس، وليكن مع الأحرار فصلاً من الكرامة."
وكانت دعوات فلسطينية وعربية قد انطلقت في عدد من الدول للمشاركة في إضراب عالمي يوم الاثنين 7 نيسان/أبريل، احتجاجاً على استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" ضد المدنيين في غزة، وسط تزايد المطالبات الشعبية والرسمية بوضع حدّ للمجازر وفرض عقوبات دولية على كيان الاحتلال.