ناشد مسؤولون أمميون رفيعو المستوى قادةَ العالم التحركَ بقوة وسرعة وحسم لضمان احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مشددين على ضرورة حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
ولفت المسؤولون الأمميون خلال بيان مشترك اليوم الثلاثاء 8 نيسان/أبريل، إلى عدم دخول أي إمدادات تجارية أو إنسانية إلى قطاع غزة لأكثر من شهر.
وأكدوا خلال البيان أن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون ويتعرضون للقصف والتجويع مرة أخرى، بينما تتكدس عند نقاط العبور المواد الغذائية والأدوية والوقود وإمدادات الإيواء والمعدات الحيوية.
وكانت تقارير أممية قد أفادت بمقتل أو إصابة أكثر من 1000 طفل في الأسبوع الأول وحده بعد انهيار وقف إطلاق النار، ووصفت ذلك بأنه أعلى حصيلة أسبوعية لضحايا الأطفال في غزة خلال العام الماضي.
وأفاد المسؤولون الأمميون باضطرار 25 مخبزًا مدعومًا من برنامج الأغذية العالمي خلال وقف إطلاق النار إلى الإغلاق بسبب نقص الدقيق وغاز الطهي.
وأشاروا إلى أن النظام الصحي الذي يعمل بشكل جزئي يعاني من ضغط هائل، وتنفد الإمدادات الطبية الأساسية وإمدادات علاج إصابات الرضوح بسرعة، مما يهدد بعكس التقدم الذي تحقق بصعوبة في الحفاظ على تشغيل النظام الصحي.
وقال المسؤولون الأمميون في البيان: "إنه بفضل وقف إطلاق النار الأخير، تمكنا خلال 60 يومًا من إيصال الإمدادات الحيوية إلى معظم أنحاء غزة، وهو أمر حال دونه القصف والقيود وعمليات النهب طوال 470 يومًا من الحرب".
ونفى المسؤولون الأمميون صحةَ تأكيدات بوجود ما يكفي من الغذاء الآن لإطعام جميع الفلسطينيين في غزة، ووصفوها بأنها "بعيدة كل البعد عن الواقع على الأرض"، محذرين من أن المخزونات تتناقص بشكل حاد.
وأضافوا: "نشهد في غزة أعمال حرب تُظهر استخفافًا تامًا بحياة الإنسان".
في غضون ذلك، قال مسؤولو الأمم المتحدة: إن أوامر النزوح الإسرائيلية الجديدة أجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار مرة أخرى، دون وجود مكان آمن يذهبون إليه.
وتابعوا: "لا أحد في مأمن... قُتل ما لا يقل عن 408 من العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم أكثر من 280 من الأونروا، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023".
وتشير التقديرات الأممية إلى أن ما يقرب من 400 ألف شخص قد نزحوا مرة أخرى منذ انهيار وقف إطلاق النار، بما يمثل ذلك 18% من جميع الفلسطينيين في غزة.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة: "لم تُتخذ أي ترتيبات لضمان سلامتهم وبقائهم على قيد الحياة — وهي مسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هناك نقصًا حادًا في المعدات الطبية مثل أجهزة الموجات فوق الصوتية ومضخات الأكسجين والأدوية، إلى جانب 180 ألف جرعة من لقاحات تطعيم الأطفال الروتينية في غزة.
وأضاف دوجاريك — في مؤتمره الصحفي اليومي — أن الأمم المتحدة تواصل توزيع ما تبقى من مساعدات داخل غزة على الأشخاص الأكثر احتياجًا، "لكن لا يمكننا الاستمرار في ذلك لفترة أطول ما لم تُفتح المعابر على الفور أمام السلع والمعدات الإنسانية التي ستكون ضرورية لبقاء الناس في غزة على قيد الحياة".