ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم الأربعاء 9 نيسان/ إبريل، مجزرة مروّعة جديدة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث استهدف طيرانه الحربي منزلاً مكتظًا بعائلات مدنية في شارع بغداد، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 22 فلسطينياً في حصيلة ولية، وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما أكد الدفاع المدني أن هناك نحو 30 فلسطينياً تحت الأنقاض.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة في تصريحات إعلامية: إن عدد الشهداء في مجزرة الشجاعية مرجّح للارتفاع إلى 50 شهيداً، ومعظم الإصابات تعاني من حروق وبتر في الأطراف.

والمنزل المستهدف يعود لعائلة أبو عمشة، وقد تسبّب القصف في دمار كبير للمنازل المجاورة وجرّاء النقص الحاد في طواقم ومعدات الإسعاف الناتج عن استهدافها المتكرر من قبل الاحتلال خلال الأسابيع الماضية، تم نقل الشهداء والجرحى عبر مركبات إسعاف بدائية، بل وحتى في عربات يدوية، في مشهد يُظهر حجم الانهيار الكامل في المنظومة الصحية والإنسانية بالقطاع المحاصر.

ودعت الجهات الصحيّة في قطاع غزة، كل من لديه القدرة للتوجه الى المستشفى المعمداني وسط مدينة غزّة، للتبرع بالدم لجرحى مجزرة حي الشجاعية، التوجه فوراً نظراً للحاجة الماسّة.

وفي استكمال لسلسلة المجازر، أفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطينيين بينهم امرأة في قصف استهدف خيمتين للنازحين غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما استشهد فلسطينيان آخران، أحدهما طفل، جراء قصف شقة سكنية تعود لعائلة الحاج في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وفي ساعات الصباح الأولى، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بجروح بنيران طائرة مسيّرة "إسرائيلية" الحي في حي الشجاعية، بالتزامن مع إعلان مصادر طبية عن استشهاد فلسطيني آخر متأثراً بجراحه جراء قصف سابق.

إلى الجنوب، يواصل الاحتلال قصفه التدميري للأبنية السكنية شمال غرب مدينة رفح، مخلّفا مزيداً من الشهداء والجرحى تحت أنقاض البيوت التي تُقصف دون سابق إنذار.

ومنذ مساء أمس وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، تم توثيق 11 شهيداً ارتقوا في غارات جوية استهدفت خياماً للنازحين في مناطق شمال وجنوب المواصي، قرب المسلخ غرباً، وعيادة عبسان الكبيرة شرقاً، وقد تم التعرف على هوية الشهداء، وهم: محمود نطط الطفل، أركان النجار، الطفلة ريماس نضال المغير، عبد الله حيدر الأسطل، وسمير سليمان أبو شاويش، عصام محمود أبو ظريفة، شيماء صبري سليمان السدودي، صبري سليمان العبد السدودي، سمير منصور أحمد منصور، محمد أحمد الأسطل، والشهيدة أسماء فاروق منصور.

على الصعيد الصحي، حذّر الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة، من انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يستخدم "أسلحة جديدة" تتسبب بحروق كاملة لمعظم الجرحى الذين يصلون إلى المستشفيات.

وقال الهمص: "نحن نواجه كارثة طبية بكل المقاييس، لا نجد أدوية لعلاج أطفالنا، الذين يعانون من أمراض عدّة دون وجود أدنى مقومات العلاج. هناك انتشار مخيف لأمراض الإسهال والتهاب الكبد الوبائي بين الأطفال، نتيجة انعدام المياه النظيفة والغذاء الصحي."

وأضاف: "نطالب بفتح المعابر فورا لإدخال الغذاء والماء والدواء. استمرار الحصار بهذا الشكل هو حكم بالإعدام الجماعي."

ويرفع عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال الـ 24 ساعة الماضية حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على القطاع منذ استئنافها قبل 24 يوماً عن العدد الذي أعلنته امس وزراة الصحة وبلغ 1449 شهيداً و 3647 جريحاً وكذلك العدد الكلي الموثق لضحايا حرب الإبادة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و810 شهداء و115 ألفاً و688 جريحاً.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد