حاول عدد من نازحي مخيم طولكرم، صباح اليوم الأربعاء 9 نيسان/أبريل، العودة إلى بيوتهم التي هجرهم منها الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أكثر من شهرين، لكنهم قوبلوا بقنابل الصوت وأوامر المنع من جنود الاحتلال، فيما عبروا بوضوح عن رفضهم لأي بدائل مؤقتة، كالتي تقترحها السلطة الفلسطينية، مؤكدين أن العودة إلى المخيم حق لا تفاوض عليه، ولا كرفانات ولا إعاشة يمكن أن تكون بديلا عن بيوتهم.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على مدينة طولكرم ومخيماتها، في هجوم ممنهج دخل يومه الـ73 على المدينة، والـ 60 على مخيم نور شمس، مخلفاً دمارا واسعا ونزوحا جماعيا طال آلاف العائلات. وبينما تتحدث السلطة عن إنشاء "كرفانات" لإيواء النازحين، يواجهها السكان بموقف حاسم: "لن نغادر المخيم إلى مخيم بديل".

النازحون الذين حاولوا دخول المخيم، توجهوا لاحقا إلى مقر محافظ طولكرم لإبلاغه رفضهم العلني لمحاولة نقلهم إلى كرفانات في مناطق النزوح، وأصروا على العودة إلى منازلهم المدمرة أو الواقعة ضمن مناطق الاشتباك، مؤكدين أنهم لا يقبلون أن يصبحوا لاجئين للمرة الثانية في بلادهم.

وفي هذا السياق، أجرت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مقابلات مع عدد من النساء النازحات، عبرن فيها عن رفضهن القاطع لكل محاولات استبدال العودة بمساكن مؤقتة.

تقول أم إياد الحصري، من سكان حارة الفاخور في مخيم طولكرم: "نحن آخر حارة أخرجها جيش الاحتلال من المخيم، ولا نرضى بأي حل سوى العودة إلى بيوتنا. لا نريد استئجار منازل، ولا نريد كرتونة إغاثة، ولا مساعدات مالية، فقط نريد العودة إلى منازلنا. من حقنا أن نعود كما عاد من يسكنون شارع نابلس، حياتهم صارت عادية حتى لو اليهود ساكنين بينهم، نريد أن نعود مثلهم".

وتضيف: "نطالب السلطة بالتنسيق لإرجاعنا، لا نريد إلا أن نعود، فأبناؤنا يتعلمون في مدارس أونروا داخل المخيم، ولا توجد مدارس قريبة في أماكن النزوح، وهذا سيكلفنا مصاريف لا طاقة لنا بها. لا نريد أن نقيم عند أحد، ولا أن نتحول إلى عبء على غيرنا".

فيما أكدت لاجئة أخرى أنها، كلاجئة فلسطينية وابنة مخيم، لا تطالب سوى بحقها المشروع في العودة والعيش بكرامة داخل مخيمها الأصلي، مشددة على أن "الإيواء الحقيقي ليس كرفانا أو خيمة، بل منزلي الذي طردت منه بقوة السلاح".

هذا الموقف الجماعي عبرت عنه نساء أخريات استطلعت آراؤهن، وأجمعن على مطلب وحيد: العودة إلى البيوت، لا حلول بديلة، ولا مساكن طارئة، ولا تخلي عن المخيم.

ويتزامن هذا الحراك الشعبي مع تواصل عمليات القمع والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم. ومنذ بداية الحملة العسكرية، استشهد 13 فلسطينيا بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن، كما أسفرت العمليات عن إصابة واعتقال العشرات، وتدمير ممنهج للبنية التحتية.

وقد بلغ عدد المنازل المدمرة بشكل كلي 396 منزلا، إلى جانب تضرر 2573 منزلا بشكل جزئي، فضلا عن حرق وتخريب المحال التجارية والمركبات، ونهب محتويات المنازل، في مشهد يشي باستراتيجية واضحة تهدف إلى تفريغ المخيمات من سكانها وإدامة التهجير القسري.

وأدى العدوان أيضا إلى تهجير أكثر من 4000 عائلة، من بينهم سكان الحي الشمالي الذين تم الاستيلاء على منازلهم بالكامل، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والمعيشية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد