أدانت اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين قرار سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاق ست مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في شرقي مدينة القدس المحتلة (معظمها في مخيم شعفاط)، واعتبرته خطوة تصعيدية تمس جوهر عمل الوكالة وتفويضها الأممي، وتشكل تهديداً مباشراً لحق آلاف الطلاب الفلسطينيين في التعليم.
وقالت اللجنة في بيان صحفي أصدرته اليوم الخميس/ إن قرار الاحتلال "يُعتبر اعتداءً صارخاً على المؤسسات الدولية، ويأتي في سياق محاولات ممنهجة لتصفية قضية اللاجئين وتفريغ القدس من أي حضور فلسطيني".
وحذّرت اللجنة من التبعات الخطيرة لهذه السياسة العدوانية، مشيرة إلى أن "استمرار استهداف وكالة "أونروا" لن يؤدي إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين"، لا سيما في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة وحرمان السكان من أبسط الحقوق.
وطالبت اللجنة في بيانها بـ "تدخل عاجل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل وقف قرار إغلاق المدارس، وضمان حماية منشآت الوكالة وموظفيها، وتمكين الوكالة من مواصلة تقديم خدماتها التعليمية والإنسانية في القدس وكافة المناطق الفلسطينية دون أي عرقلة".
كما دعت إلى فتح المعابر بشكل فوري لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة إلى قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة أن تتولى "أونروا" الإشراف الكامل على عملية التوزيع، باعتبارها الجهة الأممية المختصة وذات الكفاءة والخبرة في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، شددت اللجنة على ضرورة تحرك فلسطيني رسمي وشعبي واسع لمواجهة هذه الإجراءات العنصرية التي تستهدف بنية التعليم والخدمات للاجئين، مطالبة بتوحيد الجهود لحماية حقوق اللاجئين وفي مقدمتها حق التعليم.
وأكدت اللجنة في ختام بيانها التمسك بوكالة "أونروا" وتفويضها الأممي حتى تحقيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، داعية إلى أوسع حملة دعم شعبي ومؤسساتي لصد هذا "العدوان السافر على حقوقنا الوطنية والإنسانية"، وفق ما جاء في البيان.
وكانت وكالة "أونروا" قبل يومين قد أكدت أن أن مسؤولين إسرائيليين من بلدية القدس اقتحموا برفقة قوات الأمن "الإسرائيلية"، ست مدارس تابعة للوكالة شرقي القدس وسلموا أوامر بإغلاق هذه المدارس خلال 30 يومًا.
وقالت الوكالة في منشور عبر منصة (X): إن مدارس "أونروا" شرقي القدس المحتلة منشآت تعليمية تقدّم التعليم للأطفال من اللاجئين الفلسطينيين، وأن حوالي 800 طالب وطالبة سيتأثرون بشكل مباشر بهذه الأوامر، ومن المرجّح بأن لا يتمكنوا من إكمال عامهم الدراسي.
وأكدت الوكالة أن هذه المدارس محمية بموجب امتيازات وحصانات الأمم المتحدة وأن الدخول غير المصرح به وإصدار أوامر الإغلاق انتهاك لهذه الحماية، ويمثلان نقضًا لالتزامات "إسرائيل" بموجب القانون الدولي.
وذكّرت أن أوامر الإغلاق غير القانونية تأتي هذه في أعقاب تشريعات من الكنيست "الإسرائيلي" تهدف إلى تقويض عمل "أونروا"، فيما الوكالة "ملتزمة بالبقاء وتقديم التعليم والخدمات الأساسية الأخرى للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك شرقي، وفقًا لتفويض الجمعية العامة للأمم المتحدة".
صباح اليوم، اقتحم مسؤولون إسرائيليون من بلدية القدس، برفقة قوات الأمن الإسرائيلية، ست مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقية. وقاموا بتسليم أوامر بإغلاق هذه المدارس خلال 30 يومًا.
— الأونروا (@UNRWAarabic) April 8, 2025
تُعد مدارس الأونروا في القدس الشرقية المحتلة منشآت تعليمية تقدّم التعليم لأطفال لاجئي فلسطين.
حوالي… pic.twitter.com/qY5ZVXLcau
ويأتي هذا التصعيد "الإسرائيلي" ضد "أونروا" في وقت يشهد فيه قطاع غزة كارثة إنسانية متفاقمة بفعل الحصار وإغلاق المعابر، ما يزيد من الضغوط على اللاجئين الفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم، ويُعيد التذكير بأهمية دعم الوكالة والحفاظ على دورها الحيوي في ظل الأزمات المتلاحقة.
موضوع ذو صلة: أوامر "إسرائيلية" بإخلاء مدارس الأونروا في شعفاط خلال شهر