يشن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حربًا أخرى على سكان قطاع غزة، فإلى جانب قطع إمدادات الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، دمر أيضًا خطوط المياه في محاولة لمحو كافة مقومات الحياة، ضمن حصار مشدد، وسط تحذيرات متصاعدة من الجهات المحلية والأممية من كارثة إنسانية وبيئية.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "حرب تعطيش" يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على أكثر من 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، محولًا المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء.
وأكد المكتب الإعلامي في بيان صدر اليوم السبت، 12 نيسان/أبريل 2025، إن جيش الاحتلال عطّل بشكل متعمد خطيّ مياه "ميكروت" شرق مدينة غزة، وفي المحافظة الوسطى، كما أوقف خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح، مما أدى إلى توقفها الكامل عن إنتاج المياه المحلاة.
ووثق الإعلام الحكومي في بيانه تدمير جيش الاحتلال لأكثر من 90% من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنع وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهداف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
ونتيجة لتعطيل خطوط المياه، سجل الإعلام الحكومي أكثر من 1.7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه، بالإضافة إلى وفاة أكثر من 50 فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال، بسبب الجفاف وسوء التغذية.
وجدد المكتب الإعلامي تحذيراته من كارثة إنسانية وبيئية كبرى باتت تتهدد قطاع غزة المحاصر منذ 18 عامًا، والذي يتعرض للإبادة منذ أكثر من 550 يومًا بشكل متواصل، كما وجه نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة بضرورة التحرك الفوري والفاعل لوقف جريمة التعطيش.
قطاع غزة يقترب كل يوم من الجوع الشديد
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد أعلنت عن اقتراب قطاع غزة من حالة "الجوع الشديد للغاية"، مع نفاد الإمدادات الأساسية جراء الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ الثاني من آذار/مارس الماضي.
وقالت مديرة الإعلام والتواصل في "أونروا"، جولييت توما، في بيان صدر يوم أمس: "مع استمرار حصار السلطات الإسرائيلية على غزة لأكثر من ستة أسابيع، فإن كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد".
وأوضحت توما أن نفاد هذه الإمدادات يترافق مع ارتفاع كبير في أسعار البضائع المتوفرة في غزة خلال الشهر الماضي، منذ فرض الاحتلال حصاره الأخير، مضيفة: "هذا يعني أن الرضّع والأطفال ينامون جائعين".
وأكدت توما أن قطاع غزة، في غياب هذه الإمدادات، يقترب كل يوم من الجوع الشديد للغاية، مطالبة بضرورة الاستئناف الفوري لوقف إطلاق النار، ورفع الحصار، والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية والتجارية دون عوائق.
الوضع الإنساني في غزة: "جحيم على الأرض"
من جهة أخرى، وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغر، الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "جحيم على الأرض"، محذرة من أن الإمدادات في المستشفى الميداني التابع للجنة ستنفد خلال أسبوعين.
وقالت سبولياريتش، في تصريح من مقر اللجنة في جنيف لوكالة رويترز: "نجد أنفسنا الآن في موقف لا يسعني إلا أن أصفه بأنه جحيم على الأرض، حيث لا يتمكن السكان من الحصول على الماء أو الكهرباء أو الغذاء في العديد من المناطق".
وأضافت أن الإمدادات انخفضت بشكل خطير، وأنه خلال ستة أسابيع لم يدخل القطاع أي شيء تقريبًا، ما ينذر بنفاد المواد اللازمة لتشغيل المستشفى خلال أسبوعين فقط.