أجرى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق منذ الأحد 13 نيسان/ ابريل، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين السوريين، في إطار جهود تهدف إلى تعزيز التعاون الإنساني وتوسيع نطاق الخدمات المقدّمة للاجئين الفلسطينيين داخل سوريا.
الزيارة التي تستمر حتى اليوم الثلاثاء، تأتي في وقت تواجه فيه مؤسسات "أونروا" في سوريا تحديات كبرى، تتعلق بإعادة تأهيل مرافقها التي دُمرت خلال سنوات الحرب، لا سيما في مخيم اليرموك، أحد أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد، وهي أمور ناقشها "لازاريني" مع عدد من المسؤولين السوريين، من بينهم وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات ووزير الطوارئ والكوارث رائد صالح.
واستهل لازاريني لقاءاته مع وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية هند قبوات، حيث ناقش الجانبان سبل دعم واستمرار الخدمات التعليمية والصحية التي تقدّمها "أونروا"، وطرق التغلب على التحديات الميدانية، بما يشمل ترميم المدارس والمراكز الصحية التابعة للوكالة، وضمان استمرارية العمل فيها.
كما عقد "لازاريني" اجتماعاً مع وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح، تركز على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وآليات تطوير الاستجابة الإنسانية المخصصة لهم، في ظل التدهور الاقتصادي والظروف المعيشية الصعبة، وتم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق بين "أونروا" والحكومة السورية لضمان بقاء الوكالة قادرة على تقديم خدماتها الحيوية.
من المقرّر أن يقوم "لازاريني" اليوم الثلاثاء، بزيارة ميدانية إلى عدد من المخيمات الفلسطينية في سوريا، من بينها مخيم اليرموك الذي كان يشكّل رمزاً للوجود الفلسطيني في البلاد قبل أن يتحوّل إلى أنقاض بفعل القصف والحصار والمعارك التي دارت فيه.
وتُعد هذه الزيارة أول جولة ميدانية له إلى اليرموك منذ بدء محاولات إعادة تأهيل المخيم، والتي لا تزال متعثّرة في ظل استمرار الدمار الواسع وغياب البنية التحتية.
وفي هذا السياق، يطالب ناشطون فلسطينيون المفوض العام بوضع خطة جدّية لإعادة بناء المؤسسات التابعة لـ"أونروا" في سوريا، وخاصة في اليرموك، متهمين النظام السوري السابق باتباع سياسة منهجية لتدمير هذه المرافق الحيوية، بما فيها المدارس والمراكز الصحية، بهدف إضعاف الوجود الفلسطيني في البلاد.
وتأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى دعم اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية معقدة جرّاء الأزمات الاقتصادية والانهيار الخدمي في العديد من مناطق وجودهم.
وكانت “أونروا" قد حذرت من أن أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعيشون اليوم تحت خط الفقر، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية الحادة وتدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.
اقرأ/ي ايضاً: "أونروا": أكثر من 90% من الفلسطينيين في سوريا تحت خط الفقر
وأكدت "أونروا" أن التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تحتاج إلى استجابات دولية ومحلية عاجلة، خاصة في ظل شح التمويل ومحدودية الموارد، ما يجعل من تعزيز التعاون مع السلطات السورية خطوة أساسية لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية والإغاثة الطارئة.