شهدت مدينة المنية شمالي لبنان، صباح اليوم الخميس 17 نيسان/ ابريل، وقفة تضامنية حاشدة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإحياءً لذكرى يوم الأسير الفلسطيني والعربي، الذي يصادف السابع عشر من نيسان/أبريل، في ظل تواصل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة ومواصلة الاحتلال اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجونه.

الفعالية نظمت بدعوة من "حركة الجهاد الإسلامي" ولجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف، في محيط النصب التذكاري لسكاف في المنية، بمشاركة واسعة من الأحزاب اللبنانية الوطنية والإسلامية، والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، وحشود من أبناء المدينة والجوار، إضافة إلى وفود من مخيمي نهر البارد والبداوي.

في كلمته خلال الوقفة، أكد مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في شمال لبنان، بسام موعد، أن "ما يتعرض له قطاع غزة من إجرام وحشي أمام مرأى العالم يشكّل فضيحة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، لا من حيث حجم المجازر ولا بشاعة الجرائم المرتكبة بحق شعب فلسطين، الذي احتُلت أرضه ومقدساته، ويُطرد من وطنه ليستكمل الاحتلال مشروعه الإجرامي".

وأضاف أن هذه الجرائم تجري "بتحالف تقوده قوى الشر العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستفحل إجراماً في منطقتنا للسيطرة عليها بكافة الوسائل"، موجهاً التحية إلى "كافة الأسرى في سجون العدو، وفي مقدمتهم الشهيد الأسير خضر عدنان، والأسير يحيى سكاف، والمناضل العربي في السجون الفرنسية جورج عبد الله".

أما المحامي عبد الناصر المصري، الذي ألقى كلمة "المؤتمر الشعبي اللبناني"، فتوجه باسم الشعب اللبناني بـ"أسمى آيات التضامن إلى أهلنا في غزة في وجه العدوان الغاشم"، داعياً "الشعوب العربية إلى كسر جدار الصمت الرسمي العربي ودعم أبناء غزة وأسرانا الصامدين في السجون الصهيونية المظلمة".

وشدد المصري على أن "التخلي عن مساندة أهالي غزة والأسرى هو خيانة وعار على جبين قادة ورؤساء الدول العربية، الذين يشاهدون المجازر الوحشية اليومية ولا يتمكنون من إيقافها"، مؤكداً أن "تحرير فلسطين لا يتم بالكلمات، بل بالنار والقوة، وعلى أمتنا العربية والإسلامية أن تدعم من يقاوم العدو بالسلاح".

من جانبه، رأى عضو المجلس السياسي في حزب الله، الحاج محمد صالح، أنه "ليس غريباً على مدينة المنية أن تقف نصرةً لأبناء غزة وتضامناً مع قضية الأسرى"، مذكّراً بأن "المنية كانت من أوائل المضحين في سبيل الدفاع عن فلسطين، وأن النصب التذكاري للأسير يحيى سكاف هو شاهد على تضحيات الشعب اللبناني والمقاومة من أجل القضية الفلسطينية".

وشدد صالح على أن "قضية الأسرى وفلسطين هي قضية حق"، مشيراً إلى أن المقاومة في لبنان "قدّمت الأغلى من أجل فلسطين"، وأضاف: "سنستمر في تقديم التضحيات لأن فلسطين حية في وجداننا ولن نتخلى عنها"، موجهاً رسالة إلى دعاة التطبيع قائلاً: "خسئتم، فهذا لم ولن يتحقق في وطننا، الذي يفتخر أبناؤه بموقفهم الوجداني الطبيعي المساند لفلسطين".

كما شدد على أن "الشعوب الأبية في أمتنا قالت كلمتها: لا للتطبيع مع المجرمين الذين يرتكبون الجرائم الوحشية بحق الأطفال في غزة".

بدوره، قال الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي، الشيخ بلال شعبان، إن "ما نشاهده من إجرام وحشي بحق الشعب الفلسطيني يشكّل وصمة عار على جبين المطبعين والمتخاذلين الذين لم يحرّكوا ساكناً لوقف ما يتعرض له أهلنا في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، منذ أكثر من عام، حيث سقط عشرات آلاف الشهداء والجرحى".

وأضاف شعبان: "لم يتحرك المجتمع الدولي ولا الأنظمة العربية لمساندة أهلنا في فلسطين"، مؤكداً أن "المقاومة هي الخيار الوحيد لمواجهة العدو وأعوانه، ولفك قيود الأسرى، لأن السجون لا تُكسر إلا بقبضات المقاومين".

رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف، جمال سكاف، شدد في كلمته على ضرورة "تفعيل التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية، لأن هذه النشاطات تشكّل دعماً معنوياً كبيراً لأهلنا الصامدين في فلسطين وللأسرى الذين يتعرضون لأبشع جريمة عرفتها الإنسانية".

وقال: "وقفتنا اليوم أمام النصب التذكاري لأسيرنا يحيى سكاف هي لتجديد وقوفنا مع القضية الفلسطينية بمواجهة الغطرسة والإرهاب الصهيو-أمريكي، ولنقول إنه مهما ازداد الضغط لن نتخلى عن فلسطين وشعبها".

وأكد سكاف أن "خيارنا سيبقى المقاومة بكافة الوسائل لمواجهة الاحتلال، لأن الطريق الذي سلكه يحيى سكاف، وخيرة شهداء الأمة كالشيخ أحمد ياسين، والشهيد فتحي الشقاقي، ورمز المقاومة السيد حسن نصر الله، هو الخيار الصحيح لمواجهة العدو".

وانتقد بشدة من وصفهم بـ"المنبطحين المطبعين الذين يجلبون العار لأوطانهم"، موجهاً الشكر إلى "كل من لبّى الدعوة للتضامن مع غزة والأسرى"، ومعتبراً أن "من يقف اليوم بوجه الظلم ويناصر الحق يُعتبر إرهابياً، بينما الإرهابي الحقيقي هو من يتخلى عن مناصرة قضية فلسطين وقضية أسرى من نساء وشيوخ وأطفال معتقلين في سجون مظلمة منذ عشرات السنين".

وختم بالقول: "العار كل العار على من يطالب بسحب السلاح من أيدي المقاومين الشرفاء، لأن أوطاننا حمتها قبضات هؤلاء الأحرار الذين أفنوا حياتهم دفاعاً عنا".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد