أسفر عدوان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المسمى (السور الحديدي) المستمر منذ 82 يوماً على مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية عن تدمير العديد من القطاعات الحيوية التي تشكل مصدر رزق لغالبية اللاجئين الفلسطينيين في هذين المخيمين، وأحد أبرزها القطاع الزراعي، إذ طاله العدوان "الإسرائيلي" ما أدى إلى معاناة إضافية تجرعها المزارعون إلى جانب معاناة التهجير القسري وتدمير البيوت، حيث جرفت أراضيهم وحرقت محاصيلهم، ما قضى على مصادر رزقهم وهدد الأمن الغذائي لمدينة طولكرم ومخيميها.

وقد شهد مخيما طولكرم ونور شمس سلسلة من الاعتداءات العسكرية المتكررة من قبل قوات الاحتلال على القطاع الزراعي قبل العدوان وبعده حيث دمرت مساحات شاسعة من الأراضي كما لحقت الأضرار المباشرة بالبنية التحتية الزراعية فضلاً عن تقييد حركة المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.
الزراعة مصدر الرزق الأساسي لفئة كبيرة داخل المخيمين
يؤكد مدير الإغاثة الزراعية في مدينة طولكرم عاهد زنابيط لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يتوقف عن مضايقة المزارعين، خاصة أولئك من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث يمنعهم من الوصول لأراضيهم الملاصقة لجدار الفصل العنصري، ويمنع عمال الزراعة من الوصول الى المزارع، كما دمر البيوت البلاستيكية غرب مدينة طولكرم في ضاحية شويكة وفي القرى الشعراوية.
ويوضح زابيط بمزيد من التفصيل أن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعملون في تلك الأراضي الزراعية هم من المخيمات، ما أثر بشكل مباشر على مدخولهم اليومي وهو الأمر الذي بدوره أثر على دخل واقتصاد مدينة طولكرم بشكل عام، مشيراً إلى أن المخيمات بصورة عامة والأهالي بصورة خاصة قد تضرروا بشكل كبير.
الاحتلال دمر نحو 10 دونمات من أراضي المخيمين المزروعة
ويرى مسؤول الإغاثة الزراعية أن الأمن الغذائي لأهالي المخيمات مهدد بشكل كبير بسبب عدوان الاحتلال المتواصل، ما يدفعهم للعمل على دعم المخيمات وتزويد المزارعين بطرود الخضار للتخفيف من معاناة عوائلهم.
ويعمل غالبية اللاجئين في مخيمي طولكرم ونور شمس في القطاع الزراعي كمهنة أساسية لإدرار الدخل المادي، وقد تسبب العدوان في تدمير 10 دونمات من الأراضي الزراعية بداخلها بيوت بلاستيكية مزروعة بمحاصيل متنوعة بحسب مسؤول الإغاثة الزراعية.
وداخل مخيمات طولكرم ونور شمس يؤكد زابيط أن الأراضي الزراعية هناك والأراضي الموجودة يحول المخيمين تم تدميرها خلال العدوان، بما فيها من بيوت بلاستيكية، كما دمر شبكات المياه والري الناقلة، واقتلعت المزروعات والأشجار في المخيمات، وبذلك حرمت الأسر من دخلها الثابت والوحيد.
المزارع عمر يوسف موسى وهو لاجئ فلسطيني من مخيم نور شمس نزح إثر العدوان "الإسرائيلي" المستمر على المخيم منذ 69 يوماً، ولجأ إلى ضاحية ذنابة بمدينة طولكرم عقب إجباره وعائلته على الخروج من منزله الذي تعرض هو الآخر لضرر جزئي جراء عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية من قبل الجيش "الإسرائيلي".

يؤكد موسى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جرّف مرات عدة الاثنين والنصف دونم زراعي من أصل 4 دونمات يملكها، بما فيها من بيوت بلاستيكية كانت ملأى بالمحاصيل، كما دمر شبكات الري والطرق الواصل بين البيوت البلاستيكية، فيما لا يزال الجيش يمنعه من الوصول لأرضه ليصلحها.

نازحون وعاطلون عن العمل
ويعتمد موسى على مهنة الزراعة بشكل كلي لإعالة عائلته وتعتبر مصدر دخله الوحيد كما أنه لا يتمكن من الذهاب إلى أراضيه الزراعية لتفقد ما حل بها عقب عدوان، ما أجبره على الجلوس عاطلاً عن العمل داخل أحد البيوت المستأجرة بمدينة طولكرم عقب تهجيره قسراً من المخيم.
يأمل المزارع الذي تحول إلى نازح بالعودة إلى مخيم نور شمس وانسحاب جيش الاحتلال منه، من أجل العودة للعمل في البيوت البلاستيكية المتبقية داخل واحد ونصف دونم من الأراضي الزراعية التي لم يصلها بعد عدوان الاحتلال في ظل مخاوف من الاعتداءات "الإسرائيلية" الممتدة.
وجدي جابر مزارع آخر من مخيم نور شمس نزح من المخيم جراء العدوان "الإسرائيلي" وقد لحق به الضرر المادي بشكل كبير عقب تجريف جيش الاحتلال أراضي زراعية يعمل بها وتحوي عشرات البيوت البلاستيكية المزروعة بأكثر من نوع من المحاصيل الزراعية ، ما كبده خسائر وتحول أيضاً إلى عاطل عن العمل.
وفي ظل ظروف العدوان "الإسرائيلي" الاستثنائية، يذكر مدير الإغاثة الزراعية بمحافظة طولكرم لموقعنا أن الإغاثة الزراعية تساعد المزارعين ببعض المشروعات الصغيرة منها ما هو توظيف العاملين في القطاع الزراعي من أبناء المخيمات من الشباب والشابات حيث يقوم المزارع بتوظيف مجموعة من النازحين على يتم التكفل بأجور العاملين سواء في الضواحي الملاصقة للمدينة او في القرى التي يوجد فيها مراكز إيواء ونزوح
ولكن رغم ذلك، يتعرض المزارعون بصورة يومية لمضايقات الاحتلال "الإسرائيلي" بإطلاق الرصاص عليهم أو طردهم من الأراضي أو إطلاق القنابل الحارقة التي حرقت البيوت البلاستيكية أو تجريف الأراضي بادعاء عدم وجود ترخيص.