ارتقى الأسير الفلسطيني ناصر خليل ردايدة (49 عاماً) من بلدة العبيدية، اليوم الاثنين 21 نيسان/أبريل، داخل مستشفى "هداسا" الإسرائيلي، بعد نقله من سجن "عوفر" حيث كان محتجزاً منذ 18 أيلول/سبتمبر 2023. وجاء استشهاده نتيجة إصابات بليغة تعرّض لها برصاص جيش الاحتلال أثناء اعتقاله، ليُسجّل اسمه كالشهيد الثاني بين صفوف الأسرى خلال أربعة أيام فقط.
حيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك أن الأسير ردايدة – الأب لسبعة أطفال – كان قد أمضى فترة علاج في مستشفى "تشعاري تسيدك" بعد اعتقاله، حيث بدا وضعه الصحي مستقراً وفقاً لآخر الزيارات والتقارير الطبية. إلا أن سياسة الإهمال الطبي المتعمّد داخل السجون الإسرائيلية أدت إلى تدهور حالته حتى استشهاده.
وبذلك يرتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بداية العدوان الأخير على غزة إلى 65 أسيراً، بينهم 40 على الأقل من قطاع غزة، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري التي تحجب العدد الحقيقي للضحايا. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الشهداء الأسرى منذ عام 1967 قد تجاوز 302 شهيد، بينما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 74 شهيداً، 63 منهم استشهدوا خلال العدوان الحالي.
تحذيرات من تصاعد الجرائم
حذّرت مؤسسات الأسرى من أن الأوضاع الكارثية داخل السجون الإسرائيلية تهدّد بحصد المزيد من الأرواح، وسط تصاعد غير مسبوق للجرائم بحق المعتقلين، أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية هذا عدا عن سياسات السّلب والحرمان.
فيما حمّلت الهيئات الفلسطينية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف انتهاكات السجون الإسرائيلية التي تشكّل جزءاً من سياسة الإبادة الجماعية. كما شدّدت على ضرورة فرض عقوبات دولية على إسرائيل وإنهاء حالة الحصانة التي تتمتع بها، والتي حوّلت سجونها إلى مقابر للأسرى تحت ذريعة الصمت الدولي.
يذكر أن هذه الحادثة تأتي في سياق تصاعد غير مسبوق لانتهاكات الاحتلال ضد الأسرى، حيث سجّلت تقارير حقوقية ارتفاعاً بنسبة 300% في معدلات التعذيب والإهمال الطبي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما يؤكّد تحوّل السجون الإسرائيلية إلى أدوات قتل ممنهج