يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزة في اليوم الـ36 من استئناف العدوان مع استمرار استهداف الفلسطينيين في المنازل والخيام بمناطق مختلفة من قطاع غزة، أسفرت عن مزيد من المجازر بحق العائلات الفلسطينية واستشهاد العشرات وإصابة آخرين، كما استهدف 10 جرافات ومعدات ثقيلة خُصصت لإنقاذ المصابين وانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض في مناطق عدة من القطاع.
وأعلنت مصادر طبية في غزة عن ارتقاء نحو 24 شهيداً منذ فجر اليوم الثلاثاء 22 نيسان/أبريل، في القصف "الإسرائيلي" المتواصل على شمال القطاع وجنوبه، استهدف خيام النازحين وتجمعات الفلسطينيين ومنازلهم ومعدات وآليات ثقيلة.
وفي التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وثقت وزارة الصحة في غزة وصول 26 شهيداً و60 إصابة إلى المستشفيات خلال 24 ساعة الماضية.
وعليه، ترتفع حصيلة الشهداء والإصابات خلال استئناف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ 18 آذار/مارس 2025 إلى 1,890 شهيداً و4,950 إصابة.
وأشارت وزارة الصحة أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 51 ألفاً و266 شهيداً و116 ألفاً و991 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر للعام 2023م.
وفي مدينة غزة، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلاً لعائلة بكر في مخيم الشاطئ، بينما ارتقى فلسطينيان إثر استهداف من الطيران الحربي لمنزل في منطقة الصبرة غربي غزة.
وفي شمالي القطاع، استشهد 5 أشخاص بمخيم جباليا، بينهم ثلاثة أطفال، جراء استهداف طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال لخيمة تؤوي عائلة أبو سيف في مخيم جباليا.
بينما طالت غارة "إسرائيلية" ثانية تجمعاً لمدنيين في منطقة بئر النعجة شمال المخيم، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص.
وجنوبي قطاع غزة، أفاد جهاز الدفاع المدني بارتقاء الفلسطينية فاطمة سليمان كوارع وأطفالها وناهد سليمان كوارع وأطفالها في قصف "إسرائيلي" استهدف مجمعاً يضم شققاً ومحالاً يأوي إليها عدد من النازحين من بينهم عائلة القادري وأبو طه وجودة في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وبمدينة رفح، أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن نسف عدد من المباني السكنية في ما يسميه "محور موراج" بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ووسط قطاع غزة، استشهد شخصان آخران في مدينة دير البلح نتيجة استهداف من مسيرة "إسرائيلية" تجمعاً لفلسطينيين، ونقلت أجهزة الدفاع المدني جثامين الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى.
استهداف معدات الإنقاذ
وفي السياق، استهدفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" بغارات عدة معدات الإنقاذ الثقيلة والجرافات التابعة لشركات خاصة وبلديات في مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وحسب تصريح لبلدية جباليا، قصف جيش الاحتلال كراجاً تابعاً للبلدية أسفر عن تدمير قرابة 10 جرافات وناقلات مياه جلبتها اللجنة القطرية المصرية، مضيفةً أن نحو 90% من شبكات المياه والصرف الصحي دُمرت كلياً جراء العدوان "الإسرائيلي".
واستهدفت طائرات الاحتلال بغارات عدة جرافات وآليات ثقيلة تعود لشركة جورج الخاصة في بلدة القرارة بمدينة خانيونس. كما قصف الاحتلال كباشاً ومركبات ثقيلة بالقرب من بنك فلسطين وسط خانيونس، مما أدى لاشتعال النيران فيها.
وشنت المقاتلات الحربية عدداً من الغارات الجوية على أرض زراعية في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة كانت تضم جرافات ومعدات ثقيلة.
وقال الدفاع المدني في غزة إن طواقمه أخمدت نيراناً اشتعلت في جرافات ومعدات ثقيلة تعود لمواطنين شرقي مجمع السرايا وسط غزة، استهدفها الاحتلال.
وتواجه طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة صعوبة في انتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض جراء افتقارها للمعدات الثقيلة بسبب استهدافها ومنع الاحتلال إدخالها منذ بدء الإبادة.
وبدوره، أدان المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً جريمة الاحتلال "الإسرائيلي" بتدمير معدات الإنقاذ في قطاع غزة، مشيراً إلى استهداف جيش الاحتلال لجرافات ومعدات ثقيلة خُصصت لإنقاذ المصابين وانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض.
مضيفاً أن هذا الاستهداف جاء رغم المناشدات المحلية والدولية، بما فيها مناشدات أطلقناها سابقاً لإدخال المعدات إلى القطاع.
واعتبر أن تدمير هذه المعدات يؤكد وجود سياسة ممنهجة لدى الاحتلال لإخفاء الأدلة وطمس آثار جرائمه، لافتاً إلى أن آلاف الأطفال والنساء وكبار السن لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض.
كما أكد أن استهداف أدوات الإنقاذ هو انتهاك صارخ للحق في الحياة والكرامة والعدالة، ويُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، داعياً المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وتوفير حماية فورية لفرق الإنقاذ والمعدات.
وطالب المركز الفلسطيني مجدداً فتح ممرات إنسانية آمنة بشكل عاجل لإدخال المعدات الثقيلة مع فرق متخصصة في الإنقاذ وتشخيص هوية الضحايا، مشدداً على ضرورة إرسال بعثة دولية متخصصة للتحقيق في مصير المفقودين والمخفيين قسراً في قطاع غزة.