أقدمت شركة "أمريكانا" للمنتجات الغذائية في الكويت، على رفع دعاوى قانونية ضد عدد من المغردين الكويتيين، على خلفية دعوتهم العلنية لمقاطعة منتجات الشركة، احتجاجاً على الدعم المباشر الذي يقدمه الرئيس التنفيذي لـ"أمريكانا" محمد العبار، للاحتلال "الإسرائيلي" ومؤسساته الاستيطانية، في تطور أثار موجة واسعة من الجدل في البلاد، واستمرار التأكيدات على دعوات المقاطعة.

وجاءت دعوات المغردين الكويتيين لمقاطعة منتجات الشركة، ضمن حملة شعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وسط تصاعد الغضب الشعبي من مواقف الشركات التي لها صلات مع الاحتلال. وعبّر رئيسها التنفيذي محمد العبار صراحة عن دعمه لإقامة علاقات متعددة الاشكال مع الاحتلال " الإسرائيلي" بما فيها العلاقات الاجتماعية والأسرية الأمر الذي اثار جدلاً واسعاً في الكويت.

محمد العبار - مالك شركة "أمريكانا" يدعو لإقامة علاقات إجتماعية مع الصهاينة بالتقارب بين الأسر.

غير أن تحرك "أمريكانا" نحو المساءلة القانونية ورفع شكاوى ضد النشطاء، فُسِّر على نطاق واسع كمحاولة لتكميم الأفواه وتجريم التعبير عن الرأي، خاصة في قضايا ترتبط مباشرة بالقضية الفلسطينية والضمير العربي والإسلامي.

الناشطون الذين طالتهم هذه الدعاوى عبّروا عن استعدادهم لتحمّل التبعات القضائية، مؤكدين أن معركتهم، رغم ما قد تجرّه من أثمان شخصية، تظل رمزية أمام التضحيات اليومية التي يقدمها الشعب الفلسطيني.

ودعوا في الوقت نفسه إلى الاستمرار في الحملة الشعبية ضد الشركة، وتكثيف الجهود لكشف ممارساتها، وفضح كل من يقدم الدعم – سواء كان مباشراً أو غير مباشر – للاحتلال "الإسرائيلي."

وأكد الناشطان علي طالب الششتري ومشاري إبراهيم وسواهما، الذي كانا مستهدفين في الدعوة، استمرارهما في الدعوة لمقاطعة منتجات الشركة، فور خروجه من جلسة استدعاء من قبل النيابة العامة الكويتية، على خلفية الدعوى التي رفعتها الشركة ضد نشطاء المقاطعة.

مواطن كويتي يحث على مقاطعة "أمريكانا" بعد شكوى الشركة ضده

استدعاء مواطن كويتي للتحقيق بشكوى مقدمة من شركة "أمريكانا" على تغريدة نشرها عن مقاطعتها سابقًا

ويرى مراقبون، أنّ هذه الأزمة تضع شركة "أمريكانا" أمام اختبار حقيقي في علاقتها مع جمهورها، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط الشعبية، واتساع حالة التضامن الشعبي الكويتي مع الشعب الفلسطيني.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه المؤشرات على تصعيد شعبي داخل الكويت، بدأت الدعوات تتسع لتشمل نشطاء ومؤثرين في دول عربية أخرى، في خطوة قد تفتح الباب أمام موجة مقاطعة إقليمية واسعة تطال "أمريكانا" وشركات أخرى مرتبطة بمواقف داعمة للاحتلال.