اقتحمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مخيم قلنديا للاجئين شمال القدس المحتلة فجر اليوم الخميس 24 نيسان/ ابريل، ونفذت عمليات مسح ميداني وقياسات لعدد من شوارع المخيم، مع وضع علامات على بعض المباني، في إجراءاتٍ أشبه بتلك التي سبقت عمليات الهدم في مخيمات جنين وطولكرم.

وانتشرت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في الشوارع الرئيسية للمخيم، وأغلقت مداخله بالدبابات والعربات العسكرية، وأخذت قياسات لشوارع المخيمات، وقام الجنود بوضع أرقام وعلامات على الجدران والأبواب لبعض مباني المخيم، ولم يبلغ عن وجود اعتقالات، مما أثار مخاوف واسعة بين سكانه من مخطط هدم واسع، على غرار ما حدث في مخيم جنين وطولكرم خلال الأشهر الماضية.

وأثارت تلك العلامات والترسيم الذي وضعه جيش الاحتلال على الأبنية وفي شوارع مخيم قلنديا قلق الأهالي وخشيتهم من أهداف الاحتلال ومخططاته القادمة التي تستبق أي عدوان يشنه على مخيمات وبلدات الفلسطينيين لفرض واقع جديد.

وانسحبت قوات الاحتلال من مخيم قلنديا في نحو الساعة الثامنة والنصف صباحاً، من دون أن تُسجل أي مواجهات أو إصابات أو اعتقالات.

وأكد راضي يعقوب، المتحدث باسم اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، أن الاقتحام بدأ عند السادسة والنصف صباحاً، متزامناً مع ذروة حركة الطلاب والعمال، مما سبب إرباكاً كبيراً لأهالي المخيم. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تشبه تلك التي سبقت عمليات الهدم في مخيمات أخرى، وفق تصريحه لجريدة العربي الجديد.

ويأتي هذا الاقتحام ضمن سلسلة اعتداءات الاحتلال المستمرة على مخيمات الضفة الغربية، بما في ذلك جنين وطولكرم ونور شمس، حيث تشهد المخيمات الفلسطينية تصعيداً غير مسبوق في عمليات الاقتحام والتهجير

وأنشئ مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين عام 1949 شرق مطار القدس (المعروف أيضا باسم مطار قلنديا) لإسكان 3000 لاجئ فلسطيني كانوا يسكنون في تجمعات غير إنسانية حول مدينة رام الله والبيرة، وارتفع عددهم عام 1967 إلى 4800 نسمة، وفي عام 2005 بلغ عدد السكان نحو 15 ألفًَا و500 نسمة، وأصبح اليوم أكثر من 25 ألف نسمة.

وينحدر أبناء المخيم من 52 قرية مهجرة منها: بير ماعين، وساريس، وقشوع، وبرفيليا، ومدن: اللد، ويافا، والرملة، والقدس، بالإضافة إلى عائلة لبنانية "البيروتي" التي كتب لها أن تحتجز قسرا في المخيم، بعد أن قدمت لزيارة أقاربها بعد النكبة.

وتعتبر السلطات "الإسرائيلية" منطقة المخيم جزءًا من بلدية القدس الكبرى، وقد تم استثناء المخيم من مرحلة إعادة الانتشار عام 1995، ولا يزال المخيم واقعا تحت السيطرة "الإسرائيلية" حتى اليوم.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد