يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه واسع النطاق على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية مع تصاعد أعمال الاقتحام والاعتقال بحق الفلسطينيين، والتي تطال النساء والأطفال تزامناً مع استمرار قدوم التعزيزات العسكرية وتحويل مزيد من المباني لثكنات عسكرية.
وفي مدينة جنين ومخيمها يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه ال95 على التوالي وسط تكثيف عمليات اقتحام البلدات والمنازل واعتقال الفلسطينيين طالت أطفال ونساء تزامنا مع الحصار المطبق واستمرار معاناة النازحين.
وأفادت اللجنة الإعلامية في بيان لها اليوم الجمعة 25 نيسان/ أبريل، أن الاحتلال دفع خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات عسكرية وبوابات حديدية، قام بنصبها على مداخل مخيم جنين، بهدف عزل المخيم وتضييق الخناق على سكانه.
وقالت اللجنة في بيانها:" إن قوات الاحتلال تنتشر في أحياء عديدة بمدينة ومخيم جنين، وتدفع بتعزيزات إضافية، تزامنا مع عمليات اقتحام ومداهمة تنفذها في بلدة سيلة الحارثية شمال غرب جنين، وبلدة كفردان وحي الجابريات المطل على المخيم، إلى جانب تحويل عدد من المنازل لثكنات عسكرية".
ووثقت اللجنة الإعلامية ارتفاع حالات الاعتقال التي شهدتها مدينة ومخيم جنين منذ بداية العدوان الواسع إلى 318 حالة، إلى جانب إخضاع العشرات للتحقيق الميداني.
وفي ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه مخيم جنين، ناشدت اللجنة الإعلامية بالتدخل العاجل لإنقاذ الفلسطينيين من المعاناة المستمرة جراء العدوان مشددة على ضرورة الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وتعزيز صمودهم وتقديم كافة الاحتياجات العاجلة لهم.
وأسفر عدوان الاحتلال على المدينة ومخيمها حتى اللحظة عن استشهاد 40 فلسطينياً، إلى جانب نزوح 21 ألفا، وتدمير 3250 وحدة سكنية بشكل تام أو جزئي أو تم حرقها، إضافة إلى 93 مبنى سكني ينوي الاحتلال هدمه، ويضم نحو 300 وحدة سكنية.
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ89 على التوالي، بينما بمخيم نور شمس يتواصل العدوان لليوم الـ76 مع استمرار عمليات تهجير الفلسطينيين من منازلهم ومخيماتهم.
ويشهد مخيم طولكرم انتشارا مكثفا لجنود الاحتلال الذين هجروا سكانه، وجعلوه المخيم فارغا مع إغلاق مداخله بالسواتر الترابية وبعض مقاطع حاراته بالأسلاك الشائكة.
وبمخيم نور شمس أفادت مصادر محلية بانتشار فرق المشاة من جيش الاحتلال في حارة المحجر وسط إطلاقها للأعيرة النارية وقنابل الصوت، تزامنا مع حصارها المشدد على المخيم الذي يشهد حالة نزوح قسري لسكان جبلي النصر والصالحين بعد إجبارهم على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
وبالتوازي مع ذلك، صعد الاحتلال عملياته في مدينة طولكرم بالاقتحامات والمداهمات لأحيائها وأسواقها، وسط إجراءات مشددة للتضييق على الفلسطينيين خاصة الشبان الذين يتعرضون للاحتجاز والتنكيل والاعتقال والاستيلاء على هوياتهم الشخصية وهواتفهم النقالة.
كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد إجبار سكانه على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
وأسفر العدوان "الإسرائيلي" على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 24 ألف فلسطيني، إلى جانب مئات الفلسطينيين من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
علاوة على ذلك، دمر الاحتلال نحو 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.