مع دخول اليوم الخمسين على استئناف حرب الإبادة "الإسرائيلية" ضد قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينية من خلال غارات موسعة تطال المنازل والخيام وتجمعات المدنيين، منذ صباح اليوم الثلاثاء 6 أيار/مايو. وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني أكثر من 66 ألف طفل من سوء التغذية، في ظل استمرار الحصار الذي مضى عليه شهران.
وأعلنت وزارة الصحة ارتقاء 48 شهيدًا وإصابة 142 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، في أماكن لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليها.
وفي تقريرها الإحصائي، وثقت وزارة الصحة أن حصيلة الشهداء منذ استئناف حرب الإبادة على غزة بتاريخ 18 آذار/مارس 2025 بلغت 2,507 شهداء، فيما وصلت الإصابات إلى 6,711.
وبذلك ترتفع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 52,615 شهيدًا و118,752 إصابة.
وفي التفاصيل الميدانية، استهدف جيش الاحتلال صباح اليوم بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين. وأفادت مصادر محلية أن ثلاثة منهم ارتقوا إثر قصف بلدة بيت حانون، بينما استشهد رابع برصاص الاحتلال في منطقة العطاطرة شمال غرب بيت لاهيا.
وأضافت المصادر أن طائرات مسيّرة للاحتلال أطلقت النار على سيارات إسعاف أثناء محاولتها انتشال مصابين في حي السلاطين في بيت لاهيا.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر طبية بارتقاء شهيدين جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة حمدان قرب مدرسة السوارحة شمال بلدة الزوايدة.
وكان جيش الاحتلال قد شن بالأمس غارتين على منطقة تبة النويري ومحيط برج النوري غرب مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة العشرات. واستهدفت الغارة الأولى دراجة نارية في منطقة الحساينة، بينما طالت الثانية سيارة مدنية قرب برج النوري.
وأفاد مستشفى العودة بوصول أشلاء لشهداء و21 إصابة، مشيرًا إلى امتلاء قسم الاستقبال والطوارئ بالمصابين. وعُرف من بين الشهداء الطفل الفلسطيني مُنشد المخيم حسن عياد، الذي لطالما أنشد من قلب النصيرات للعالم عن الموت الذي يلاحق الفلسطينيين في غزة.
وشرقي مدينة غزة، استهدف جيش الاحتلال أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح بالقصف المدفعي، بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات العسكرية تجاه منازل الفلسطينيين.
وفي جنوب القطاع، استشهدت طفلة وأصيب آخرون بقصف نفذته طائرة مسيّرة استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
مناشدات لإدخال الوقود وتشغيل المرافق الصحية والخدمية
في غضون ذلك، دقت بلدية خان يونس ناقوس الخطر، محذّرة من كارثة تهدد حياة نحو 700 ألف نازح ومقيم في المدينة، بسبب تراجع الخدمات وغياب الوقود، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لإدخال الوقود إلى غزة.
من جهتها، ناشدت وزارة الصحة في نداء عاجل السماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، مشيرة إلى أن إجراءات ترشيد الاستهلاك لا تكفي لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية.
وفي سياق متصل، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن أكثر من 66 ألف طفل في غزة يعانون سوء تغذية حاد نتيجة سياسة التجويع التي تفرضها سلطات الاحتلال، بعد إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين.
وقال المتحدث باسم "أونروا"، عدنان أبو حسنة، إن مئات الآلاف من الفلسطينيين باتوا يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، مشددًا على ضرورة رفع الحصار فورًا والسماح بدخول الإمدادات الأساسية.