يدخل العدوان “الإسرائيلي” على مدينة طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم يومه الـ101 على التوالي، وسط تصعيد خطير في عمليات الهدم والتهجير والاستيلاء على المنازل، وتحويل أحياء كاملة إلى ثكنات عسكرية مغلقة، ما فاقم من الكارثة الإنسانية في المنطقة.
ونقلت مصادر محلية، أنّ قوات الاحتلال أعلنت الليلة الماضية عن نيتها هدم مبانٍ جديدة تعود لسبع عائلات فلسطينية في مخيم نور شمس، وهي: جنيدي، مقبل، عليان، سكران، غريفي، سروجي، وفحماوي، حيث تضم المباني المستهدفة عدة شقق سكنية.
وكان جيش الاحتلال “االإسرائيلي” قد شرع خلال اليومين الماضيين بتنفيذ مخطط واسع لهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس، وتركّزت عمليات الهدم حتى الآن في حارات المنشية والمسلخ والجامع في مخيم نور شمس بعد تفريغ سكانها بالقوة، فيما تنتشر جرافات الاحتلال في منطقة شارع المربعة داخل مخيم طولكرم.
ويترافق هذا التصعيد مع مواصلة الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى نقاط عسكرية بعد طرد سكانها قسراً، مع تمركز آليات الاحتلال في محيطها.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، شهدت مدينة طولكرم تحركات مكثفة لآليات الاحتلال في شوارعها الرئيسية، خاصةً في محيط دوار الشهيد ثابت ثابت والمستشفى الحكومي، وشوارع الحدادين والعليمي ونابلس.
وتعمدت الآليات العسكرية اعتراض تحرك الفلسطينيين ومركباتهم، وأطلقت أبواقها بشكل استفزازي، وسارت بعكس اتجاه السير، بينما حلّق طيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وفي مخيم نور شمس ومحيطه، انتشرت قوات الاحتلال برفقة الجرافات وفرق المشاة، ولاحقت الفلسطينيين أثناء محاولتهم دخول منازلهم المهددة بالهدم لأخذ مقتنياتهم. كما احتجزت عدداً من الشبان واقتادتهم إلى ثكنة عسكرية عند مدخل المخيم حيث خضعوا للاستجواب، رغم حصولهم على تنسيق مسبق للدخول.
ويخضع المخيمان لحصار خانق واقتحامات متكررة، ترافقها أصوات الأعيرة النارية والقنابل الصوتية، إلى جانب اعتداءات ممنهجة على منازل الفلسطينيين والبنية التحتية، ما حول المخمين والأحياء إلى ثكنات عسكرية، وسط عمليات تدمير وتهجير جماعي قسري.
وقد أسفر هذا العدوان المتواصل على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى دمار شامل طال البنية التحتية، والمنازل، والمحال التجارية، والمركبات التي تعرضت للهدم أو الحرق أو النهب والتخريب.
كما تسبب العدوان في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة فلسطينية من مخيمي نور شمس وطولكرم، بما يزيد عن 25 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 400 منزل كلياً و2573 جزئياً، إلى جانب إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم قرية دير ابزيع غرب رام الله، ورافقها جرافات شرعت بتجريف أراضٍ في حي الدوارة، قبل أن تنسحب.
وكانت سلطات الاحتلال قد أخطرت في 16 نيسان/ ابريل الفائت بهدم سبعة منازل في القرية بذريعة البناء دون ترخيص.
وفي تقرير جديد لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذت سلطات الاحتلال خلال شهر نيسان/ ابريل الفائت 73 عملية هدم طالت 152 منشأة، منها 96 منزلاً مأهولاً، و10 غير مأهولة، و34 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في طوباس (59 منشأة)، والخليل (39 منشأة)، والقدس (17 منشأة). كما وزعت سلطات الاحتلال 46 إخطاراً بهدم منشآت فلسطينية في الخليل (16)، ورام الله (14)، والقدس (12)، ضمن سياسة ممنهجة للتضييق على النمو الطبيعي للفلسطينيين.
أما على صعيد الاعتقالات، فقد اعتقلت قوات الاحتلال اليوم فلسطينيين من محافظة الخليل، هما بدري جهاد أبو زلطة من بلدة إذنا، وعبد حسيب أبو صايمة من حلحول، بعد مداهمة منزليهما والعبث بمحتوياتهما. كما اقتحمت بلدة سعير شمال شرق الخليل وداهمت منازل أخرى.
وفي شمال الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الشاب إسماعيل جمال أبو حماد، وهو طالب ثانوية عامة، من بلدة عقربا جنوب نابلس، عقب مداهمة منزل عائلته.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر أحمد السقا من مخيم قلنديا، وأغلقت شوارع في بلدة كفر عقب المجاورة.